تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » كيف تتلقى التعليقات الهجومية لمقالك أو تدوينتك أو منشور فيسبوك؟

كيف تتلقى التعليقات الهجومية لمقالك أو تدوينتك أو منشور فيسبوك؟

كلنا نواجه التعليقات الهجومية على منصات التواصل الاجتماعي بل أصبح الآن من الضروري أن تجد على كل منشور أو تدوينة أو مقال تشاركه عبر شبكات التواصل من يهاجمك ويتهمك وينمطك، فكيف يمكنك التعامل مع مثل هذه الأساليب الهدامة؟

التعليقات الهجومية

التعليقات الهجومية على المقالات أو التدوينات أو المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت سمة أساسية من سمات التواصل، فالجميع مستعد لإطلاق أقذع الصفات ووصمك بأبشع الاتهامات لو خالفت رأيه أو حتى لو وقفت على الحياد في قضية معينة ولم تنحاز إلى جهته بالتالي أصبح الأمر مزعجا وفوق طاقة أي إنسان، ولا تجد إلا الحظر كوسيلة ولما كان الحظر وسيلة بائسة للتصرف الإلكتروني فإنك بهذا الشكل لن تكون راضيا طالما كل شخص سيعلق تعليقا سلبيا سوف تحظره فسوف تبقى وحيدا في النهاية على شبكات التواصل الاجتماعي فكيف يمكنك التعامل مع التعليقات الهجومية بحنكة وحرص؟

امتص غضب من يحدثك

حقيقة الأمر يجب عليك أن تمتص غضب من يحدثك، صاحب التعليقات الهجومية يدخل وهو غاضب جدا وينتظر التنكيل بصاحب المنشور أو التدوينة، يريد أن يفرغ شحنة غضبه بكاملها عنده وهي مستعدة للتجديد في حالة إن قوبل غضبه بغضب مماثل لذلك، لا يمكننا التعامل مع صاحب التعليقات الهجومية بنفس الطريقة، امتص غضبه، مثلا اسأله ما الذي ضايقك في المنشور؟ ما نقاط اختلافك مع المقال؟ ما الذي يجعلك تكتب هذا التعليق الهجومي؟ أين هي الجزئية التي أزعجتك فعليا؟ في هذه اللحظة سوف يهدأ ويفكر حقيقة ما هو الذي أزعجه، أما في حالة الهجوم عليه أيضًا فسنضطر للدوران في نفس دائرة التعليقات الهجومية المتبادلة المفرغة حد الملل والأمر سينتهي بالحظر أيضًا في النهاية.

كن موضوعيا

من الأشياء الهامة في استقبال التعليقات الهجومية أن تكن موضوعيا، إن شتمك أحدهم أو سبك أو وصمك بتهمة معينة أو وضعك في نمط محدد فاترك كل هذا جانبا وتحدث فحسب عن النقاط الموضوعية، أوحي له بأنك لا تلتفت للشتائم ولا للسباب ولا للهجوم المجاني، وأنك فقط تلتفت للخلافات الموضوعية ومستعد للنقاش الجاد والبحث عن نقاط التقاء لا نقاط اختلاف، بالتالي عليك أن تتحلى بالموضوعية حتى النهاية وأن تتجاهل أي طريقة من طرق الشخصنة والخلاف الدامي والذي في النهاية أيضًا لن ينتهي سوى بحظر الطرفين.

اعترف بخطئك

في كثير من الأحيان تكون قد حملت الأمور أكثر من اللازم أو أخطأت في حساب مسألة ما، وبالتالي حينما يقوم أحدهم بإصدار أحد التعليقات الهجومية ضدك فهذا لا يعني أنه مخطئ على الدوام فربما من بين ثنايا تعليقه هناك شيئا واحدا موضوعيا في الأمر وبالتالي يجب عليك تصحيح خطأك لا الدفاع عنه باستماتة أو محاولة إبراز نفسك في الموقف الصواب أو التحايل ولي ذراع الحقائق من أجل تفادي عدم الاعتراف بالخطأ، كلنا بشر وفي النهاية نحن نخطئ دائما ويجب علينا أن نعترف بأخطائنا هذا سيمنحك المصداقية عكس ما تتوقع أنه سيقلل من مصداقيتك، لأن الناس عادة يثقون في الشخص الذي يتراجع عن مواقفه الشخصية لصالح الصواب لا الذي يمكن أن يعمل ضد الصواب من أجل إثبات صحة مواقفه الشخصية.

لا تنجر للمشادات والشخصنة

هناك أشخاص يصدرون التعليقات الهجومية فقط من أجل أن يجرونك أن للمشادات الشخصية ويستمتعون وهم يرونك مغتاظا وعصبيا، بل ويستفزونك أكثر من أجل التمادي في العصبية وإظهارك بمظهر الهمجي البدائي الذي يحاول أن يقمع الحريات ويصادر على الآراء الأخرى ولا يريد من الآخرين الاختلاف معه وهذا بالطبع ما لا تريده ولا يريده أي إنسان بالتالي عليك بعدم الانجرار لمثل هذه الأفعال الصبيانية وتذكر دائما أنك تستطيع أن تسب وتشتم وتهين بأقذع الألفاظ وأكثرها بذاءة وهذا هو الوضع الأسهل والأكثر إغراءً ولكن الصعوبة فعلا في التحلي بالموضوعية.

تلقى الهجوم بصدر رحب

شئت أم أبيت فإن الإنسان دائما سيظل في هذه الحلقة الدوارة، سيتعرض للهجوم طوال الوقت لأنك إن قلت رأيا لا سيما إن كان رأيا مخالفا للجموع أو غريبا عن السائد فبالطبع ستتلقى التعليقات الهجومية والنقد الحاد واللاذع وربما طال شخصك الكثير والكثير من الإهانات والشتائم البذيئة والألفاظ النابية ومن ثم فإن الأفضل لك دائما توقع هذا الهجوم والإقبال عليه بصدر رحب وطالما أقدمت بمحض إرادتك على التوغل في عش الدبابير فيجب عليك التحمل وما من شخص يحمل فكرة في رأسه إلا ويعاني حتى يوصلها بالشكل اللائق وكما هي في رأسه بالفعل، بالتالي لا تنزعج من التعليقات السلبية لأنه لولا أن فكرتك قوية ما كانت لاقت هذا الاهتمام حتى إن كان في شكل هجوم أو نقد لاذع.

اطرح المسألة في صورة تساؤل

لا يوجد شخص على وجه البسيطة يمتلك الحقيقة المطلقة صافية ونقية، كل الأشخاص يمتلكون نسخا من الحقائق لكن الحقيقة الأصلية لا يملكها أحد بالتالي لا تتحدث بكلام نهائي وصيغة نهائية كأنك ذهبت للإتيان بالحقيقة وأتيت بها تجرها من ذيلها، كلنا حسب الظروف التي نعيشها والمعطيات التي لدينا نحاول استنتاج فكرة أفضل للتعايش والحياة بشكل أفضل وبالتالي قم بسرد معطياتك وعناصر فكرتك ثم اطرح الموضوع في شكل تساؤل هكذا ستتفادى معظم التعليقات الهجومية لأن من يختلف معك سيدخل ويقول أنه مختلف ومن يتفق معك سيخرج ويقول أنه متفق وهكذا، وبالتالي لا يكون هناك أي كلام يحسب عليك ومن خلال الاتفاق أو الاختلاف تستطيع تدعيم موقفك أو تقوية فكرتك وتنقيتها بشكل جيد، بالتالي هذا الخيار الأنفع للجميع.

امنح نفسك فرصة قبل الرد على التعليقات الهجومية

كتبت منشورا موضوعيا أو شاركت تدوينة لك أو مقالا أو تغريدة ووجدت أحد التعليقات الهجومية المؤذية، حسنا هذا هيج أعصابك وأصابك بغضب عارم ولو كنت الآن أمام هذا الشخص لمزقته إربا، وستخرج بعضا من شحنتك الغاضبة هذه في صورة رد على التعليق الهجومي هذا ولكن لحظة من فضلك، إن كنت واجهت هذا الموقف السخيف فانتبه الآن، نعم الآن، قم بإلقاء الجهاز الذي تستعمله أو انهض من أمام الكمبيوتر، قف في النافذة أو الشرفة استمتع بالنسيم العليل وانظر إلى السماء وراقب النجوم ثم عد مرة أخرى، الآن أصبحت أهدأ أليس كذلك؟ ألا ترى أن التعليق عادي وأنه ليس بكل هذا الهجوم الذي كنت تراه به؟ وحتى إن كان؟ في النهاية أنت تطرح فكرة بموضوعية ويجب عليك أن تكمل بنفس الطرح الموضوعي للنهاية، وهذا ما ستفعله.

تذكر أنك تتكلم مع إنسان

قبل أي شيء وقبل أن تسن أسنانك من أجل النيل من هذا الشخص الذي تجرأ وسب منشورك العظيم الرائع تذكر أنك تتكلم مع إنسان وربما لديه ظروفه الذي جعلته يطلق هذا التعليق الهجومي بالتالي يجب عليك أن تترفق به وتفهمه فكرة مقالك أو منشورك بسهولة ويسر ودون تشنج وتذكر أنك ربما بكلمة صغيرة منك لا تلقي لها بالا قد تصيبه بالاكتئاب لذلك احذر جيدا من هذا الأمر، ولا يغرنك تلك العنترية الإلكترونية التي يبدونها، الناس أكثر هشاشة بكثير في الواقع.

التعليقات الهجومية على الإنترنت أمر لا بد منه ويجب أن تتعرض له طالما قررت أن تشار ك الناس فكرة لك أو رأي وبالتالي عليك أن يتسع صدرك لهم وأن تتحلى بالموضوعية ولا تتبع عواطفك أو انفعالاتك.

محمد رشوان

أضف تعليق

عشرين − 11 =