تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » تقنيات التعلم » التعبير بالرسم : كيف يمكن للرسم أن يعبر عن شخصية الطفل؟

التعبير بالرسم : كيف يمكن للرسم أن يعبر عن شخصية الطفل؟

يبدأ الأطفال في الرسم من سن صغير بخلاف الكتابة، فيمكن للطفل أن يمسك بالقلم والبدء برسم أشياء تكون ليس لها معنى، فكيف نفهم الطفل عن طريق التعبير بالرسم ؟

التعبير بالرسم

التعبير بالرسم هو أحد صور التعبير الإنساني على الإطلاق، وكذلك هو أولى الصور التي اتخذها الإنسان الأول للتعبير عن صورة الوجود من حوله، صورة الوجود الكوني وصورة الوجود الإنساني. إذ تذهب بعض التنظيرات حول مكان الفن من الوجود والوعي الحضاريين الإنسانيين إلى أن الفن مرحلة من مراحل الوعي الأربعة التي مرّ به الإنسان خلال رحلته المتسائلة في هذا الوجود، هذه المراحل هي على الترتيب: الفن، فالدين، فالعلم، فالفلسفة.. وهذا المراحل لا تحدها الفواصل الصارمة كما قد يتبادر إلى الذهن، وإنما هي تتداخل وتتفاعل مع بعضها في وشيجة متناغمة تنم عن الطبيعة الإنسانية المتفردة من سائر الخلائق، غير أنها تنسحب بشكل تدريجي من مرحلة لأخرى في بنية متصلة لا تعرف الانفصال. وبتغليب حضارة من الحضارات أو مجتمع من المجتمعات لعنصر من هذه العناصر على باقي العناصر الأخرى، يكون هذا العنصر الغالب هو السمة التي تميز هذه الحضارة، كعنصر الدين الذي يميز الحضارة العربية حديثا وعنصر العلم الذي يميز الحضارة الأمريكية وعنصر الفلسفة الذي ميز الحضارة الإغريقية… إلخ.

كيف نفهم الطفل عن طريق التعبير بالرسم؟

التعبير بالرسم بين الوجود الإنساني الفردي والحضاري

نظرا لسيطرة الاعتقاد على أغلب المفكرين من علماء النفس إلى علماء الاجتماع إلى علماء الحضارة_ بأن المجتمع ما هو سوى صورة مكبرة من الإنسان الفرد يسري عليه ما يسري على الإنسان من قوانين النشأة والطفولة والتطور للشباب والفتوة ثم الشيخوخة والفناء، وكذلك نظرا لسيطرة الاعتقاد على علماء الحضارة والأنثروبولوجيا بأن التاريخ الإنساني بمعناه الواسع الممتد العابر للمجتمعات المنحصرة في حدود جغرافية وسياسية وثقافية _يشبه إلى حد بعيد تاريخ الإنسان الفرد خلال مراحل نموه سالفة الذكر، فإن مراحل الوعي الإنساني التي أسلفنا القول فيها والتي تسم الحضارة الإنسانية على مداها_ تسم أيضا الإنسان الفرد خلال مراحل نموه المختلفة. ومن هنا نستطيع تفهم أن الفن وكما هو أولى مراحل الوعي الإنساني بالمعنى الحضاري التاريخي، فإنه أيضا أولى مراحل الوعي الإنساني بالمعنى الفردي النفسي؛ إذ أن التعبير بالرسم ما هو إلى صورة من صور الفن الذي يلجأ فيها الإنسان في مرحلة طفولته إلى إظهار طموحاته وأحلامه وآماله ومخاوفه ومختلف ما يختلج نفسه من مشاعر لم تستطع لغته المبتسرة أن تنهض للتعبير عنها، تماما كما كان التعبير بالرسم والنقوش المختلفة على جدران المعابد القديمة في الحضارات الشرقية انعكاسا لما يعتري هذه الجماعات من طموحات وآمال ومخاوف وقلق وجودي ينتاب هذه الجماعات قبل معرفتهم بالكتابة وتمكنهم منها كأداة للتواصل البشري. وكما يستطيع المؤرخون والعاملون في حقول الآثار استنباط أحوال هذه الجماعات القديمة النفسية والاجتماعية والوجودية، يستطيع المختصون والمحللون النفسانيون كذلك أن يستنبطوا من رسومات الأطفال _وكذلك الكبار_ ما يعتمل بذواتهم من مختلف المشاعر، ومن ثم استنباط طبيعة شخصياتهم. وليست دراسات سيجموند فرويد النفسية التي تناولت أعمال فنانين عظام من أمثال ليوناردو دافينشي_ سوى أحد الأدلة الصارخة على وثيق العلاقة بين الانفعالات والمشاعر الذاتية من ناحية، وما تؤديها هذه المشاعر من خربشات وخطوط وألوان على اللوحات من ناحية أخرى.

بين التعبير بالرسم والتعبير باللغة

ليست اللغة المنطوقة والمكتوبة سوى صورة من الصور الكثيرة للتعبير الإنساني، وتتميز هذه الصورة من التعبير بحظ كبير من البساطة في التداول والتواصل… هكذا يظنها الكثيرون، غير أن مردّ هذه البساطة يرجع إلى التقليد والاعتياد الذي يألفه الإنسان منذ لحظة ولادته حتى نهاية حياته، بينما اللغة المنطوقة في حقيقة الأمر هي من التعقيد بحيث يرجع إليها الكثير من العلماء تطور الجنس الإنساني ذاته! هذا على مستوى اللغة الدارجة التي يتداولها العامة في حياتهم اليومية، فما بال اللغة التي يريدها المختصون من أهل الأدب والعلم والثقافة بما تشتمل عليه من عمليات تجسيد للخيال وتكثيف وصبّ لأبخرة الفكر والمشاعر المبعثرة في العقل والنفس_ في قوالب من المفردات والتعابير ليتلقاها الناس؟ إنها وبلا شك تحتاج إلى درجة عالية من الوعي والإحاطة بطبائع الأشياء والقدرة على تطويع المفردات والتعابير لتحتوي سيّال المشاعر والأفكار الدافق، كما أنها تتطلب مساحة كبيرة من الزمن ليستطيع المتلقي (قارئا كان أو سامعا) أن يفهم عن القائل أو الكاتب ما يقصد إليه من معنى.

وفي الناحية المقابلة، فإن التعبير بالرسم ليس سوى بسطا للمشاعر والأفكار في صورة مرئية على الورق؛ وهو من أجل ذلك لا يتطلب الكثير من المهارات الفكرية واللغوية اللازمة لعمل أدبي أو علمي مثلا، ومن ثم فهو أقصر الطرق لخروج المشاعر والانفعالات إلى النور، حيث الخروج من ظلمات الذات المنفعلة (التي تقوم بالرسم) إلى أضواء الذوات الأخرى المتفاعلة (التي تتلقى وتقيم اللوحة الفنية). وكذلك، فإن المدة الزمنية المتطلبة لفهم ما يرمي إليه الراسم من معنى_ مهما تطُلْ فهي قصيرة بحيث لا تتعدى الدقائق المعدودات في الأعمال الفنية الكبرى؛ ذلك أن المعنى يظهر من خلال مساحة اللوحة الفنية للبصر مباشرة من دون الحاجة إلى عمليات وصفية مطولة تتخذ من المفردات والجمل والتعابير سبيلا لها. كما أنه كلما كانت اللوحة الفنية من عمل إنسان أصغر سنا وأقل إحكاما لقواعد الفن وأصول الإبداع، كانت أيسر فهما على المتلقي وأصدق تعبيرا عما يختلج النفس والعقل من المشاعر والأفكار، ومن ثم أيسر سبيلا للمحلل النفسي للوصول إلى ملامح الشخصية التي بصدد تحليلها؛ لذلك يغلب الاعتقاد بأن المرضى النفسيين من الأطفال _بما يعتمل في ذواتهم من انفعالات وجدانية حادة_ هم الأقدر على التعبير بالرسم من الأطفال الأسوياء نفسيا. ومن ثم كان جلّ اهتمامنا ينصبّ على التعبير بالرسم عند الأطفال لما يمثله بحق من تحديد لملامح شخصية الطفل كأفضل ما يكون التمثيل.

دوافع الرسم عند الأطفال

ثمة العديد من الدوافع التي تحمل الأطفال على التعبير بالرسم كلون من ألوان التعبير لديهم، وهذا التعبير يبتدئ منذ أن يتم الطفل من العمر سنتين ولا ينتهي إلا باستحواذ أهواء أخرى على هذا الطفل بعد أن يشب عن الطوق، أو لا ينتهي طيلة حياته وإنما هو في عملية من التطور والصقل المستمرين. وتتجلى أهم دوافع التعبير بالرسم لدى الأطفال في البنود التالية:

الإشباع الحس حركي: وهو أولى الدوافع التي تحمل الطفل على ممارسة الشخبطة إذا ما توفرت لديه الأقلام والطباشير، وهي تبدأ من عمر الثانية، حيث بداية السيطرة على العضلات والحركات في المسك بالأشياء. إن الطفل في هذه الفترة من الطفولة مدفوعا بولعه بحركة أعضاء جسمه وما تصدره هذه الحركات من آثار مرئية ومسموعة وملموسة، كما يكون الطفل خلال ذات المرحلة شغوفا باكتشاف تلك العلاقة بين سلوكه الحركي وأحاسيسه؛ ومن ثم يأتي بالتخطيطات العشوائية متباينة الاتجاهات والأطوال. ومن الملاحظ أن الشخبطات التي يخطها الطفل لا يكتسبها من الكبار المحيطين به، وإنما هي نتيجة لحركات حرة من الأصابع الممسكة بالقلم على سطح ما، لتترك خلفها سجلا للحركة.

التنقيب عن المشاعر والانفعالات: يبدأ الطفل حياته طليقا محررا من قيود البيئة والثقافة والعادات والتقاليد، ثم شيئا فشيئا يتعرض لألوان من القيود والمحاصرة التي يضربها عليه ذووه في سياق تنشئته تنشئة اجتماعية ترعى هذه العادات والتقاليد وأنماط الثقافة المختلفة. ونحن نعرف أن ما من شيء يتمخض عنه الوجود إلا وتنشطر نتائجه إلى اتجاهين متضادين: اتجاه إيجابي واتجاه سلبي. فلئن كانت عمليات التثقيف هذه التي تتعهد الأسرة بها الطفل مطلبا حضاريا ميز الإنسان عن غيره من سائر الكائنات، فإنه وعلى نحو معاكس يخلف في النفس الإنسانية الكثير والكثير من رواسب القلق والتوتر والكبت ومختلف الاضطرابات والانفعالات الناجمة عن تلجيم وتهذيب مسالك الطبيعة الإنسانية البكر، وهذه الانفعالات والمكبوتات إنما تتخذ سبيلها إلى التنفيث في التعبير الحر الذي يمثله التعبير بالرسم عند الطفل كصورة تلقائية من صور التعبير الإنساني. فرسومات الأطفال تعكس في حقيقة الأمر رغباتهم الغير محققة في الواقع، كما تعكس علاقته بذاته وعلاقته بالآخرين واتجاهاته نحوهم.

التعبير عن الذات: التعبير بالرسم هو صورة من صور الإفصاح عما بالذات بغرض التواصل مع الآخرين المحيطين به، وهذه الحاجة للتعبير عن الذات من أهم الحاجات التي تدفع الطفل إلى الرسم كما تدفعه إلى مختلف صور التعبير الفني، كما يمكن اتخاذ فن الطفل مأخذ الجد باعتباره رسائل لاشعورية موجهة منه إلى المحيطين به من الأسرة إلى الزملاء والأصدقاء والمدرسين. فشأن الجمل اللفظية، فإن العمل الفني هو أيضا تعبيرا رمزيا يستخدمه الطفل، كذلك يستخدم الأطفال اللغة البصرية الشكلية كوسيط لنقل أفكارهم ومشاعرهم وتمثيل لخيالاتهم وخبراتهم، لاسيما في سنواتهم الأول؛ نظرا لعجز لغتهم اللفظية وضعف كفايتها لأداء غرض التعبير، فيستعيضون عنها بالرسومات والتخطيطات.

الحاجة إلى تحقيق الذات والتقدير الاجتماعي: يعتبر الإحساس بالقيمة والأهمية من الوسط الاجتماعي المحيط_ حاجة ملحة للإنسان عموما وللأطفال بوجه خاص؛ لذا فالطفل يتخذ من رسوماته وسيلة من وسائله في التأكيد على فرديته وذاتيته. وثمة وثيق صلة بين الذات والتعبير الفني، إذ أن التعبير بالرسم يمكّن الفرد _بشكل واضح_ من إنماء مفهوم الذات والشعور بالرضا عن النفس.

الإيضاح والاتصال: يفصح الطفل عن ذاته بتسجيل خبرته وبثها للمحيطين به عن طريق الرسم.

التسلية واللعب: إذ يتخذ الأطفال أحيانا من الرسم والشخبطة وسيلة للتسلية واللعب والترويح عن الذات وعن انفعالاتها وقضاء وقت ممتع في الإمساك بالقلم ورؤية ما يحدثه من آثار مختلفة متنوعة على الورق بإمكانها إفراز هرمونات السعادة والنشوة في دمه، فتشعره بالحيوية والنشاط والإنجاز.

العلاقة بين ذوات الأطفال وتعبيراتهم الفنية

التعبير بالرسم بين مراحل نمو الطفل والإفصاح عن مكنونات ذاته

كما قلنا آنفا، فإن التعبير بالرسم هو صورة _لاشعورية في الغالب_ من صور التعبير عند الأطفال؛ فهو _وبغض النظر عن الجانب الفني الصرف_ تعبيرا عن أحاسيس الطفل وهمومه ورغباته وانطباعاته. فقوة الخطوط والألوان التي يستخدمها الطفل وكذلك الموضع والمساحة اللذان يضع فيهما الطفل رسوماته على الورق_ كل ذلك يفصح عن الكثير مما بداخل الطفل. بيد أنه يتوجب على الآباء أن يتوخوا الحيطة والحذر وألا يتسرعوا في محاولة قراءة هذه الرسومات التي يخطها أبناءهم ومن ثم يحملونها مضامين سيكولوجية، بل وبخلاف ذلك عليهم أول الأمر أن يروا في هذه الرسومات هدية يقدمها أطفالهم إليهم… فليس تحليلها بالأمر المستحب؛ إذ أن الطفل إذا ما أحس أن رسومه عنتْ شيئا بعينه اعتبر الأمر بابًا للتطفل على خصوصياته ووجب عليه إيصاده، في حين تغمره السعادة إذا ما أتاح له الأبوان الفرصة للتعليق على ما قام برسمه، ومن ثم بناء جسور أخرى للتواصل معه. لكن إذا ما تكرر نمطا بعينه من الرسم متمثلا في البنود سالفة الذكر من لون أو خط أو مساحة من الورق، وتيسر للأبوان ملاحظة هذا النمط، وجب عليهم الاحتفاظ بهذه الرسومات وطلب المزيد منها، ثم إذا ما توفّرا على قدر لا بأس به من هذه الرسومات، توجها بها إلى أخصائي نفسي للأطفال وإطلاعه على سجل رسومات طفلهم لعلّ في الأمر بذور لأي من العقد أو العلل النفسية طلبا لوأدها في مهدها.

من الخربشات العشوائية إلى رسم الأشخاص

تذهب الأبحاث إلى أن الخربشات في السنة الأولى من عمر الطفل عبارة عن خطوط عشوائية في جميع الاتجاهات بدون معنى محدد، وفي السنة الثانية من عمره تبدأ مرحلة التقليد، حيث يقوم في أغلب الأحيان برسم حلقات يعدها تمثيلا لما يكتبه والديه بالأخص والبالغين عموما.

أما في سن الثالثة إلى الرابعة من عمر الطفل فباستطاعته أن ينجز أولى رسوماته التي تمثل شخصا (رجلا كان أو امرأة) برأس كبير، ويتلخص المنتج النهائي لهذا الرسم في دائرتين: إحداهما صغيرة تمثل الرأس والأخرى كبيرة تمثل الجذع، وتخرج من الدائرة الكبيرة التي تمثل الجذع خطوطا هابطة إلى أسفل على شكل عصي للرجلين، وخطوطا أخرى أفقية على شكل عصي أيضا لليدين. وشيئا فشيئا تتحسن صورة الشخوص مع نمو الطفل، إذ يضيف في الدائرة الصغيرة دوائر صغرى بداخلها تمثل الفم والعينين، ثم بعد ذلك الأنف والأذنين.

وما بين الخامسة والسادسة من عمره يبدأ الرجل الذي يرسمه الطفل في اتخاذ شكل الإنسان. وبالرغم من عدم إتقان الطفل بعد لتشكيل بنية الجسد، إلا أنه يستطيع وضع اليدين والرجلين بطريقة جيدة نسبيا على الجذع؛ مما يضفي شيئا من التناسق على مجمل الرسمة، كما يبدأ الطفل في هذه السن في إضافة الملابس للشخوص التي يرسمها. أما في سن السابعة يستطيع الطفل أن يضيف البعد الجانبي للأشخاص في رسوماته. وإلى حدود سن الثانية عشرة من عمره تصطبغ رسوماته شيئا فشيئا بالواقعية؛ نظرا لمحاولته رسم كل ما تقع عيناه عليه من عناصر البيئة المحيطة.

كيف تكشف أدوات الطفل في الرسم عن مكنون ذاته؟

الورقة

وهي الأداة التي يطبع عليها الطفل خطوطه، فالمكان الذي يضع فيه الطفل رسمه على هذه الورقة له دلالته. إذ يمثل يمين الورقة تعلق الطفل بوالده كما يمثل المستقبل لديه، بينما يمثل يسار الورقة حاضر الطفل.

الخطوط

وتكشف الخطوط التي يطبعها الطفل على الورقة عن ملامح شخصيته، فعندما تكون هذه الخطوط رفيعة وغير واضحة فهي تشير إلى ميل الطفل إلى الخجل والتحفظ، وعندما تكون حادّة وفاقعة فهي تشير إلى جنوح الطفل للعدوانية، وبينهما يشير إلى توازن الطفل.

الألوان

في مرحلة الحضانة يخبر الطفل الألوان ويجرب منها ما يقع تحت يده من دون تفضيل لإحداها على باقي الألوان، وفي المرحلة الابتدائية يفضل ألوانا بعينها (من أربعة إلى ستة ألوان) ويغلب عليها أنها تكون فاقعة. لكن يتوجب على الآباء أن يعتبروا نصائح المعلمين بخصوص ما يحتاجه رسم معين من ألوان قد لا يحبذها الطفل.

صور مختلفة من الصلة بين ذوات الأطفال وتعبيراتهم الفنية

الطفل المتوازن

تمتاز خطوط الطفل المتوازن بالوضوح والسيطرة على حدتها، كما تمتاز ألوانه بالتعبير والتألق. وأما عن مكان رسوماته من الورق، فإن رسوماته تتوضع في وسط الورقة التي تحتويها، كما تتميز هذه الرسومات بالتناسق والتجانس إلى حد بعيد.

الطفل شديد الحركة

يحتاج هذا الطفل إلى الكثير من الأوراق ليخط عليها رسوماته، وهو على ذلك لا ينهي ما يبدأه في الغالب، كما أنه يستعمل العديد من الألوان التي يحبذ منها الأبيض والبرتقالي والأصفر والأحمر.

الطفل العدواني

ينزع عادة هذا الطفل إلى تمزيق رسوماته، وتضغى سمات الأشرار من لصوص وقتلة على الشخوص التي يرسمها، كما يقوم بتكبير أفواههم وإبراز أسنانهم منها. وهذا النوع من الأطفال يجد صعوبة في السيطرة على خطوطه، إذ يضغط بشدة على الورقة بالقلم أثناء تحريكه له محدثا بذلك ثقوبا فيها.

الطفل المعاق أو المريض

يستعمل عادة هذا الطفل أثناء التعبير بالرسم عما بداخله ألوانا حزينة وباهتة، فيرسم الطفل الأصم مثلا أشخاصا بآذان كبيرة أو من دون آذان.

الطفل الذي عومل بطريقة سيئة

يتخذ أشخاص رسوماته أشكالا مختلفة، إذ بعض هذه الأشخاص يكون مبتور أو مهمل بعض الأعضاء، أو أجسادها غير متناسقة، كما يطغى على رسوماته اللونين الأسود والأحمر. ويظهر هذا الطفل هنا أزمته وانعدام قدرته على صد الاعتداءات عن نفسه.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

ستة + 3 =