تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » التدخين والمخدرات » التدخين والمخدرات : هل تعلم ان التدخين والمخدرات وجهان لعملة واحدة ؟

التدخين والمخدرات : هل تعلم ان التدخين والمخدرات وجهان لعملة واحدة ؟

خطورةالتدخين والمخدرات : انتشر التدخين على نطاق واسع في معظم المجتمعات وخاصة العربية منها بل تعداه ليصل إلى الإدمان على المخدرات والمتاجرة فيها. كيف حصل هذا

لا يقل التدخين خطورة عن المخدرات التي باتت تشكل كابوسا حقيقيا وشبحا يلاحق المنظمات الدولية المختصة من جهة والأفراد والمجتمعات كافة من جهة أخرى، فقد أمسى التدخين ينتشر بين النساء والرجال على حد سواء كالشيب الذي يغزو الرؤوس إلا أن المذكور أخيرا يكون في الكبار من العمر في حين أن التدخين لا يفرق بين كبير وصغير فهو يتخذ من الأطفال قبل الكبار يتخذ منهم مكانا حاضنا وبيئة مناسبة له للبقاء خصوصا في ظل الظروف النفسية الصعبة التي تعيشها معظم المجتمعات وخاصة العربية منها ناهيك عمّا وصل إليه معظم أفراد هذه المجتمعات من ترك لمبادئهم وتقاليدهم المحافظة الأمر الذي أدى بدوره إلى انتشار التدخين على نطاق واسع بل تعداه ليصل إلى الإدمان على المخدرات مرة والمتاجرة فيها مرة أخرى.

أسباب التدخين والمخدرات يلّوح بواقع أليم صعب

يسعى الإنسان عادة ووفقا إلى طبيعته التركيبية والنفسية إلى إثبات نفسه على امتداد مراحل حياته المختلفة ، فإذا ما واجهه عائق منعه من إثبات وجوده في إحدى تلك المراحل بالطرق السليمة  بحث عن أكثر الطرق شيوعا وسهولة للتخلص من الضعف الذي يشعر به عندها ، وهنا لن يجد الإنسان أسهل من التدخين وسيلة لذلك إذا ما كانت مبادئه وهنة وضعيفة حيث سيشعره هذا بالرضا عن النفس وذلك بسبب التأثيرات التي يتركها التدخين ، إذ تعتبر السجائر نوع من أنواع المهدئات والمخدرات وإن كان ذلك على نحو أخف .

لعل هذا السبب هو أحد أهم الأسباب إلا أن هناك الكثير من الأسباب تقود إلى كل من التدخين والإدمان على المخدرات حيث يعد كل من  الفقر ، الظروف الاقتصادية الصعبة ، الجهل بمخاطر هذه الأمور ، الغنى الفاجر ، الرغبة في تجريب الجديد , والشعور بالفراغ وغيرها من الأمور أسبابا حقيقية تقود لمثل هذه الأفعال .

من بين براثن الأرقام تبرز خطورة التدخين والمخدرات

توالت الإحصائيات حول التدخين والمخدرات على حد سواء فجاءت بنتائج تنذر بكارثة عظيمة على مستوى العالم بشكل كامل ففي الوقت الذي بلغ فيه عدد المدخنين بالعالم 1.3 مليار مدخن حسب تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان( IARC) ، أوضحت دراسة أجراها باحثون من معهد كارولينسكا السويدي ومنظمة الصحة العالمية أن هناك تقريبا 600 ألف شخص يموتون سنويا بسبب التدخين السلبي ، وذكرت هذه الدراسة أن النساء والأطفال هم الأكثر تضررا بالتدخين ، وتعتبر الأردن من أعلى الدول العربية في عدد المدخنين على الرغم من قلة عدد سكانها بالمقارنة مع الدول العربية الأخرى ، في تلك الأثناء قالت الأمم المتحدة : أن عدد مدمني المخدرات ارتفع إلى 185 مليونا بحيث يموت 100 ألف منهم سنويا  مع الإشارة إلى أن هذه الأعداد في تزايد مستمر .

التدخين والمخدرات بين الاضمحلال والتفاقم

لقد تنبه المجتمع الدولي بكل أطيافه إلى خطورة هذه المشكلة والآثار المترتبة عليها والتي لا تضر فردا واحدا بعينه وإنما تقود مجتمعا كاملا إن لم يكن العالم كله إلى الهلاك ؛ لما فيها من استنزاف للموارد البشرية والمالية على حد سواء دون تحقيق أي فائدة ، حيث انكبّت الهيئات العالمية والمؤسسات المختصة بتقديم الحلول والمبادرات للمحاولة من الخروج من أزمة التدخين والمخدرات والتي وإن حققت نجاحا بسيطا أحيانا وفي بعض المجتمعات إلا أنها باءت بالفشل في كثير من المواقع .

إن الباحث المتمكن في أمر التدخين والمخدرات يدرك تماما أن الخلاص منهما إنما يكون في تربية الأفراد ، وتهذيبهم وتقويمهم على الأخلاق النبيلة التي ستمنعهم من الإقدام على أي فعل سيضر بهم بصورة مباشرة وبمجتمعهم بصورة غير مباشرة وعلى المدى البعيد ، والوصول إلى هذه المرحلة إنما يتطلب رغبة حقيقية بالإصلاح ووضع المخططات ذات الأمد البعيد ناهيك عن الحاجة الكبيرة للدعم المالي والمنوط بكبرى مؤسسات العالم كالأمم المتحدة وغيرها ، وفي النهاية فإنه يترتب على هذه المؤسسات أن تعلم بأن العالم بأسره يقف على المحك في قضية التدخين والمخدرات  وأن تفادي آثارها العظيمة في المستقبل إنما هو منوط بهم .

أضف تعليق

ثلاثة عشر + ثلاثة =