تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تصبح الابن المفضل لوالديك بتصرفاتك الحكيمة السوية؟

كيف تصبح الابن المفضل لوالديك بتصرفاتك الحكيمة السوية؟

لعلك ترغب في أن تصبح الابن المفضل لدى والديك، من الطبيعي أن تتمنى هذا الأمر لنفسك، فمحبة الوالدين هي الكنز الذي نسعى إليه جميعا، وكونك الابن المفضل لا يعني ابتعاد الأهل عن العدل، فرغم المساواة في الحب والمعاملة تظل هناك التفضيلات.

الابن المفضل

يتمنى أي إنسان أن يكون الابن المفضل لدى والديه، وهي أمنية نبيلة، لا نسعى إليها بهدف الطمع في المزيد من الحب من الوالدين أو غير ذلك، بل نسعى بذلك إلى المزيد من إرضاء الوالدين، أي أننا نسعى خلف حسن معاملة الوالدين ورد الجميل لأهله، فلن تكون الابن المفضل لدى والديك بدون صلاح حالك وحسن معاملتك لهم، ونتحدث في هذا المقال عن من هو الابن المفضل بالنسبة للأهل، وعن كيفية الوصول إلى تلك المكانة بسهولة، وعبر الالتزام بخطوات بسيطة يسهل عليك تنفيذها، كما نناقش احتياجات الأهل من أبنائهم، خاصة عند الوصول إلى سن معين، ونناقش أيضا كيف يمكننا رحمة الوالدين في كبرهما، وكيف نحسن إليهم ولا نصبح أسبابا إضافية في أحزانهم، ونقدم لك الخلطة السحرية لامتلاك قلب والدك ووالدتك، فما ينتظره الأب من أبنائه يختلف عن متطلبات الأم، فاقرأ المقال جيدا وتأمل معي كيف تجعلك الحكمة الابن المفضل لدى والديك.

من يكون الابن المفضل لدى الوالدين؟

الابن المفضل من يكون الابن المفضل لدى الوالدين؟

كي تصبح الابن المفضل لدى والديك يصبح لزاما عليك معرفة من هو الابن المفضل بالنسبة لهم، فالأمر لا يحدث صدفة، فالأهل يميلون للعدل بين الأبناء، ومن البديهي أن تتوزع محبتهم على جميع أبنائهم، لا فرق هنا بين الأكبر والأصغر وهكذا، ولكن بعد تجاوز مرحلة الطفولة تنشأ بعض الطفولة، ويحدث هذا بناءا على شخصيات الأبناء المختلفة والمتنوعة، فتستحيل المساواة في الحب بين ابن رحيم بوالديه وآخر يعاملهما بقسوة، فيكون الأول هو الابن المفضل لديهم، فهو الذي يمنحهم ما يحتاجون إليه من حب ورعاية ولطف، كما يتحلى عادة بحسن الخلق، فتنعكس أخلاقه على جميع تصرفاته ومعاملاته، فتجده بشوشا صبورا متواضعا، كما يتصرف بلباقة ولطف، وعادة ما يكون شخص ناجح يسهل الاعتماد عليه، فلا يجد الأهل الحاجة في كثرة توجيه النصائح معه، إذ يثقون برجحان عقله وحسن صنيعه، فيكون الابن المفضل أقل الأبناء احتياجا لمساعدة والديه، ويكون في الوقت ذاته أكثر الأبناء عطاءا ورحمة، فيصعب الاستغناء عنه.

ما ينتظره الأهل من أبنائهم

ترى ما الذي ينتظره الأهل من أبنائهم؟ لا ينتظرون شيئا لأنفسهم على الإطلاق، فلا يريدون منك شيئا سواء كنت الابن المفضل لديهم أو لم تكن كذلك، فغاية ما يتمنون لك هو الاطمئنان عليك وعلى حسن إدارتك لحياتك، فلن يطمعون فيما لديك من مال ونفوذ على سبيل المثال، فقط ستجد لديهم الرغبة في الاطمئنان على صحتك وراحتك أنت وأسرتك، وعلى بساطة ما ينتظرونه منك، فليس من السهل تقديم ذلك، خاصة عندما ننظر إلى صعوبة الحياة التي نعيشها، ونظرا لما يشعر به الأهل من خوف وقلق وعظيم الألم بمجرد ارتفاع درجة حرارة أبنائهم، وكي تصبح الابن المفضل لديهم عليك تلبية احتياجاتهم تلك، وأهم تلك الاحتياجات هو الاطمئنان على حالك وصحتك وحياتك، ويمكنك ذلك بالتوقف عن ارتكاب الحماقات وبالكف عن الشكوى وإثقالهم بالهموم، يكفي ما تحمله الأهل في صغرنا، ومن أهم احتياجاتهم أيضا وجودنا إلى جوارهم، والسؤال عليهم وودهم وزيارتهم، ومؤازرتهم والوقوف في ظهرهم في أوقات الأزمات والصعوبات.

كيف تصبح الابن المفضل لدى والديك؟

يسهل على أي ابن أن يصبح الابن المفضـل لدى والديه، فقط عليه معرفة توقعات الأهل له، وعليه أيضا معرفة احتياجات الوالدين، وتحدثنا في الفقرة السابقة عما ينتظره الأهل من أبنائهم، فلا رغبة لدى الأهل في شيء إضافي للاطمئنان على أبنائهم، ولا يشعر هذا الاطمئنان إلا مع شخص ناضج عاقل لا يثير القلق والخوف عليه، كما يمنحهم نجاحك في دراستك وعملك وحياتك الزوجية الاطمئنان، ويأتي الاطمئنان أيضا من حسن أخلاقك ومعاملاتك، وتزيد خصوصية الأخلاق الحميدة فيما يتعلق بالتعامل مع أخوتك، فحسن معاملتك لهم بمثابة حسن معاملة والديك، ويضاف إلى ذلك طريقتك في التصرف بهدوء مع والديك، فالهدوء واللطف وحسن الاستماع هم العناصر شديدة التأثير على تحويلك إلى الابن المفضل لديهم، ففي كبرهما تزيد العصبية والبطء ويصعب عليهم التصرف بالطريقة ذاتها التي اعتدت عليها منهم، فتزيد حاجتهم إلى الرعاية والتفهم، وتحتاج لبذل المزيد من الجهد في خدمتهم والاهتمام بهم، وكلها أمور بسيطة لا تحتاج إلى الجهد.

يمكن تلخيص رحلة الابن المفضـل في بعض الخطوات البسيطة، وهي خطوات سهلة يمكن لأي إنسان اتباعها، فيعكس من خلال الصفات الحميدة التي يتحلى بها الابن المفضل لدى والديه، وأهم هذه الصفات هي الاحترام وطاعة الوالدين وحسن الأخلاق والالتزام والنجاح في الحياة، وبتطبيقها على السلوك يمكنك أولا بث مشاعر الاطمئنان في نفوس والديك على حياتك، فلا تقلقهم بمشاكلك وهمومك، وتشاركهم أخبارك الجيدة وتحتفل معهم بالإنجازات التي تحققها، ويمكنك أيضا تقديم المساعدة لهم ولأخوتك في مختلف شئون الحياة، ويمكنك أيضا تكرار زيارتهم والسؤال عنهم وعن صحتهم، ويجب أن تشاركهم قضاء الوقت والاحتفال بالمناسبات الهامة، ويكفيك أن تمنحهم من الاهتمام ما يشكرونك عليه، فتبتاع لهم ما يحتاجونه من طلبات ولوازم المنزل، وتقوم بدلا عنهم ببعض الإجراءات الحكومية الضرورية، كما يجب عليك دعوتهم للخروج من المنزل، ويمكنك أيضا إعادة وصلهم بالعالم وإبلاغهم بتطوراته باستمرار، فلا تدعهم يعيشون في عالم ضيق، كما لا تتركهم للشعور بالحرج أمام أبنائهم الذين كانوا أطفالا فيما مضى يتشبثون بهم.

أشياء لا يقترفها الابن المفضل

الابن المفضل أشياء لا يقترفها الابن المفضل

هناك بعض الصفات والتصرفات تحرمك محبة الوالدين، وتجعلك تبتعد أميالا عن حلم الابن المفضل لهم، وهي سلوكيات لا يقوم بها أي شخص ناجح بوجه عام، وأهم تلك الصفات هي الأنانية، فمن الأبناء من يقطعون صلتهم بالأهل بعد انتهاء حاجتهم منهم، وهو فعل أناني يتسم بالخسة والحقارة، فينسى الشخص الأناني كل ما قدمه له أهله منذ ولادته، ينسى كل شيء ولا يحاول الحديث معهم أو قضاء الوقت معهم، وقد لا يرق قلبه لهم عندما يصيبهم مكروه أو تعتل صحتهم، ومن الصفات السيئة التي لا تتواجد في الابن المفضل هي الغلظة، فغلظة القلوب والسلوك هي صفة منفرة، تدفع الجميع إلى كراهية هذا الشخص، وتزيد آثارها بشكل مضاعف مع الأهل، وذلك نظرا لحجم توقعاتهم العالية في أبنائهم، فينتظرون منهم العطف واللين والرحمة، وعندما يجدون الغلظة يشعرون بالحزن والأسى، ومن الصفات السيئة أيضا الفشل والاستهتار، فهي مما يقلق الأهل على أبنائهم، ويحيل حياتهم إلى جحيم مخيف للغاية.

في النهاية حلم الابن المفضل لدى الوالدين هو حلم مشروع للجميع، فهو لا يعني عدم العدل ولا يدخل ضمن إطار غياب المساواة بين الأبناء، فكل ما في الأمر هو البحث عن الطريقة المثلى لمعاملة الوالدين، فعندما تتمنى أن تصبح الابن المفضل لدى والديك تكون كالباحث عن رضا والديه وسعادتهما، وهذا هو حلم الإنسان النبيل، فلن تجد ابن عاق يهتم بتحقيق تلك المكانة، وهذه المكانة لا تأتي بدون مجهود واهتمام، وكي تصبح الابن المفضل لدى والديك عليك فهم احتياجاتهم وتلبيتها، ونصف هذه الاحتياجات يتمثل في جودة حياتك وصلاح أحوالك أنت، أما نصفها الآخر فيتمثل في الطريقة التي تتعامل بها معهم، وما إذا كنت صبورا طيبا رحيما بهم أم فظا غليظ القلب، وهذا ما تم توضيحه في هذا المقال وذكر أمثلة تطبيقية وعملية عليه، كما تحدثنا عن الصفات السلبية التي يجب الابتعاد عنها لتصبح الابن المفضل لدى والديك، فقم بتجربة ما قرأت وستذهلك النتائج بلا أدنى شك.

الكاتب: أحمد ياسر

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

خمسة × ثلاثة =