تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تواجه الإحساس بالذنب وتحوله لشيء إيجابي على حياتك؟

كيف تواجه الإحساس بالذنب وتحوله لشيء إيجابي على حياتك؟

الإحساس بالذنب خنجر مسموم فوق الرقاب، قد يجعل الحياة جحيما ومنه ما قتل، يرتبط الإحساس بالذنب عادة بتأنيب الضمير، وقد يتسبب في الاكتئاب وربما الانتحار إن لم تتمكن من علاجه، وكي يمكنك مواجهة ذلك الشعور القاتل يجب فهمه ومعرفة خباياه.

الإحساس بالذنب

الإحساس بالذنب يصاحب النبلاء والمرهفين، فمن الصعب أن يشعر غلاظ القلوب بالآخرين، فما بالك بهذا الإحساس بالذنب تجاه أفعالنا وما نصنعه، ذلك أن الإحساس بالذنب لا يصدر إلا من قلب رحيم قادر على التعاطف والشعور بالآخرين، كما ينتج هذا الشعور عن قدرة عظيمة على مراجعة الأفعال ومحاسبة النفس، وهي القدرة التي ما أن توافرت في شخص حتى استطاع التعلم من أخطائه وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من تجاربه وخبراته، ولمعرفة كيفية مواجهة الإحساس بالذنب ينبغي توضيح ماهيته، وكيف يمكن لهذا الشعور أن يقتل ويتسبب في شل حياة البعض، وسنتحدث في هذا المقال عن أثر الإحساس بالذنب على تأنيب الضمير، وعن صور الإحساس بالذنب المختلفة، سواء كانت تجاه الحبيب أو تجاه الأبناء بعد الطلاق، وسنخبرك بطريقة التعامل مع هذا الشعور وكيفية تحويله لشيء يدفعنا نحو الأمام، كما سنحاول فهم هذا الشعور من ناحية علم النفس، وسنعرض مخاطر الشعور بالذنب وعلاقته بالاكتئاب، وستعرف في نهاية المقال كيف تتخلص منه وتقضي عليه تماما.

لعلك سمعت أحدهم يقول أن الشعور بالذنب يقتله، وربما قلتها أنت نفسك، وهي جملة حقيقية جدا، ولا تحوي أي مساحة من المبالغة أو التهويل، ذلك أن الإحساس بالذنب يقتل بالفعل في كثير من الأحيان، فعندما تفكر في أفعالك كل يوم ستجد حتما بعض الأخطاء التي ارتكبتها في يومك، شأنك في ذلك شأن جميع البشر، فنحن بشر نصيب ونخطئ، هذا أمر طبيعي، أما ما ليس طبيعيا فهو أن نحاسب أنفسنا على تلك الأخطاء حساب الملائكة، وتلك هي النزعة المثالية التي تؤدي إلى الإحساس بالذنب وآلامه، فتجد الشخص يراجع أخطائه متعمقا في التفكير في آثارها على الآخرين، ولا يكتفي بذلك بل يتناولها بطريقة درامية تمنحها المزيد من التأثير، وعادة ما تكون أخطاء بسيطة لا يقف عندها أحد، لا يقف عندها من يرتكبها في حق الآخرين، وكذلك لا يتوقف هؤلاء الآخرون عندها، فقط يقف عندها الشخص المرهف ويحاسب نفسه حسابا عسيرا، ويظل يفعل ذلك حتى يكاد الشعور بالذنب أن يقتله.

الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير

الإحساس بالذنب الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير

الإحساس بالذنب لا يدمي القلب فحسب، بل يجعلك تشعر بتأنيب الضمير بشكل دائم، فيتميز مرهفو الحس والنبلاء بيقظة ضمائرهم، فتقوم ضمائرهم بعملها بنشاط لا يفتر، وتظل تراجع أفعالهم اليومية في حق أنفسهم والآخرين، وما أن تتم ملاحظة أخطاء تنطلق صفارات التنبيه، فتؤنبهم ضمائرهم على أفعالهم، وتوخز قلوبهم وتجلد أرواحهم بقسوة، كما تبالغ تلك الضمائر في إبراز نتائج تلك الأخطاء، فتتناول أثرها على الآخرين بالشكل العاطفي والطريقة الدرامية التي تدمي القلوب، وللأسف الشديد لا يقتصر عمل تلك الضمائر على ما اقترفناه من أفعال، بل يمتد ليشمل ما امتنعنا عنه، فيصبح انشغالك بحكم العمل وعدم قدرتك على توفير الوقت للقاء صديق أو تقديم مساعدة ما سببا لتعاني مع الإحساس بالذنب طوال الليل، كما يصل الأمر إلى تحميلك مسئولية كل ما يحدث في هذا العالم، فتصبح السبب الرئيسي لكل الأخطاء، إما بتورطك المباشر في ارتكابها أو بتأخرك عن تقديم المساعدة، ويصبح التفكير في أفعالك عرضا مستمرا يصاحبه تأنيب الضمير.

الإحساس بالذنب تجاه الحبيب

يعد الإحساس بالذنب تجاه الحبيب أحد أشهر صور الاحساس بالذنب، ذلك أن بعض الأشخاص لا يفكرون في راحتهم في المقام الأول، بل ينشغلون براحة أحبائهم أولا، كما أن أغلبهم لا يعرف حقوقه حق المعرفة، فمهما تعرض للإيذاء في علاقته العاطفية تجده يفكر في المشاعر السلبية التي سيتعرض لها الطرف الآخر من جراء الهجر والفراق، وحتى عندما لا تكون هناك أي أخطاء قاموا بارتكابها، وفي حالات ارتكاب الطرف الثاني للأخطاء تجدهم يفكرون في حجم الضغوط التي يمر بها هذا الطرف، والذي دعته لارتكاب الأخطاء في حقهم، وتلك النقطة هي نقطة فارقة وغريبة جدا، فمن يشقى مع الإحساس بالذنب ويقسو على نفسه عند مراجعة أفعاله، يكون هو الشخص الأكثر تسامحا عند ارتكاب الآخرين للأخطاء في حقه وإلحاق الضرر به، كما يبالغ في الشعور بمسئوليته تجاه الحبيب، فينسب لدوره مهمة إسعاد الحبيب دوما، ولا يشعر بالذنب تجاهه في حالات الفراق أو انتهاء العلاقة فقط، بل في أوقات الخلاف أيضا.

الإحساس بالذنب بعد الطلاق

الإحساس بالذنب الإحساس بالذنب بعد الطلاق

يتضاعف الإحساس بالذنب في حالات الطلاق، خاصة عندما يكون هناك أبناء صغار في تلك المعادلة، كما يتضاعف الإحساس بالذنب عدة مرات إضافية إذا كان الطرف الثاني هو زوجة لا تعمل وصاحب الإحساس بالذنب كان معيلها الوحيد، عندها يقوم الشخص بالتفكير في عدة أمور، فيفكر في حياة زوجته السابقة بدونه، يفكر في حجم التنمر والوصم الاجتماعي كمطلقة في مجتمعاتنا العربية، ويفكر فيما يتعلق بالأذهان تجاه المطلقة في هذه المجتمعات، ومن المعروف إساءة البعض واعتبارهم للمطلقة امرأة منحلة أخلاقيا أو على الأقل فاشلة، وهذا لا يمر بسهولة عند من يعانون الإحساس بالذنب، سيظل يفكر في مسئوليته تجاه هذا الوضع، على الرغم من عدم مشاركته في نشر هذا التصور الساذج المنتشر مجتمعيا، سيشعر بالذنب أيضا إن قام بالتفكير في كل ما كان يقدمه لزوجته من قبل وليس في مقدوره تقدينه الآن، كما سيكون الأبناء أحد أكبر أسباب الإحساس بالذنب، فيقول لنفسه أنه زج بأطفال صغار في سجن التفكك الأسري.

الشعور بالذنب وعلاقته بالاكتئاب

الإحساس بالذنب من أكبر مسببات الاكتئاب في الحياة، وتظهر الأبحاث العلمية ودراسات الطب النفسي علاقته الوطيدة والمباشرة بفقدان الرغبة في الحياة، إذ ينتج الاحساس بالذنب عن مراجعة دورية لكافة الأفعال الصادرة عن الشخص، وهي مراجعة ظالمة متحيزة، تهدف لتحويل كل ما يمكن تحويله إلى أخطاء في حق الآخرين، وعند النجاح في تحقيق تلك المهمة يقوم الضمير بتأنيب صاحبه، ثم تنطلق الانتقادات الذاتية ويحدث جلد للذات، ويتم هذا بالتوازي مع المبالغة في تصوير آثار الأخطاء البسيطة التي نرتكبها، والمبالغة في قدرتها على تحويل حياة الآخرين إلى جحيم، كما يحدث تصيد وإعادة تأويل سيئة لدوافعنا عند ارتكاب تلك الأفعال، فتصبح دوافع كلمة عابرة خرجت من أفواهنا كتلة من الدوافع الشريرة المتعمدة، وكل هذا يؤدي إلى الاحساس بالذنب وشعورنا بالسوء تجاه أنفسنا، ونظرا لعدم رغبتنا في تكرار هذا الشعور نحاول تقليل الأخطاء، وهو ما نفشل فيه لطبيعتنا البشرية وقسوة أحكامنا، فتقل رغبتنا في متابعة حياتنا وينتهي بنا الأمر للاكتئاب.

الإحساس بالذنب في علم النفس

تحدثنا فيما سبق عن مخاطر الإحساس بالذنب، كما ذكرنا علاقته بالاكتئاب وانعدام الرغبة في مواصلة الحياة التي ستعرضنا لارتكاب المزيد من الأخطاء وتكرار الإحساس بالذنب، وهنا يأتي دور الحديث عن الإحساس بالذنب من ناحية علم النفس، وهو موضوع هام لهذا الحقل، وقد تناوله علماء النفس بالكثير من البحث والدراسة لأهميته وخطورة أضراره وآثاره على حياة البشر، وقد وجدوا أن الإحساس بالذنب قد يعوق صاحبه في بعض مراحله عن مواصلة الحياة، وذلك لرغبته في التوقف عن التواصل مع الآخرين ظنا منه أن هذا يجنبه الأخطاء، كما ينظر علم النفس إلى الإحساس بالذنب في مراحله الشديدة كخلل عقلي، إذ أن ما ينتج هذا الشعور هو الخلل في التناول العقلاني للأمور، ويتضح هذا من الهوس بالمثالية والنزعة الملائكية في سلوك البعض، كما يأتي الشعور بالذنب من نظرة خاصة للنفس ومن احتقار الذات، ويرى علم النفس إمكانية علاج الأمر بطريقة التفكير في مراحله الأولى، وبالتدخل الدوائي في المراحل المتقدمة.

طريقة التفكير المثالية عند الشعور بالذنب

طريقتك في التفكير عند الإحساس بالذنب هي نصف عملية تجاوزه والتعافي منه، فطريقتك في التفكير هي التي ستحدد طريقتك في التصرف فيما بعد، كما تنعكس على كافة سلوكياتك، فدائما ما يسبق العقل ما سواه، يأتي العقل أولا في كل شيء، سواء كان ما تواجهه هو الإحساس بالذنب أو الأخبار الحزينة أو مشكلات عادية، وسنخبرك في السطور التالية بمجموعة من الأفكار ينبغي تذكير نفسك بها عند التعامل مع الإحساس بالذنب، يجب أن ترددها لنفسك باستمرار وتظل تقولها بصوت مرتفع حتى تقتنع بها، كما يمكنك الحديث عنها مع الآخرين، ويمكنك أيضا كتابتها في مذكراتك أو على جدران غرفتك، فتلك الأفكار ضرورية للغاية لتجاوز الإحساس بالذنب والتخلص منه، تأملها معي ورددها كل صباح ومساء.

تفهم أسباب الإحساس بالذنب

من الضروري عند التعامل مع الإحساس بالذنب أن نمنحه ما يستحق من الاعتراف، فيخطئ البعض عند التعامل معه بإنكار وبعدم تفهم، فمن الطبيعي أن نشعر بالذنب عند ارتكاب الأخطاء في حق الآخرين، وتفهم هذا الشعور هو اقتناعك بشكل عقلاني بحتمية تأثرك بما يحدث وبما تفعل، يجب التسامح مع النفس عندما نشعر بذلك ويختل التوازن لبعض الوقت، لا يعقل أن تزجر نفسك في تلك الأوقات على شعورك بالذنب الذي يؤدي للمعاناة وحده، فعندما تنتظر من نفسك عدم التأثر تنتظر الوهم لا الواقع ولا الحقيقة، والحقيقة أنه ما دمنا بشرا سنظل نحاسب أنفسنا، سنظل نشعر بالآخرين ونتأثر بهم، ومن الطبيعي أن تتأثر حياتنا بشكل مؤقت إلى أن نتمكن من التجاوز والتعافي من هذا الإحساس بالذنب، لذا يجب تفهمه وتقبل آثاره، ومواجهة النفس بما نفعله، واكتشاف أسباب الإحساس بالذنب وما إذا كانت ناتجة عن الخوف أو النزعات المثالية الساذجة أو سوء تقدير الأمور أو احتقار الذات.

هذه ليست نهاية العالم

هناك من درجات الإحساس بالذنب ما يجعلنا نشعر بنهاية حياتنا، والبعض يشعر حينها بنهاية العالم ككل بسبب أخطائنا البسيطة، كأننا ننتظر غرق الأرض وتوقف الحياة وعمل محاكمة كونية لنا على جرائمنا الكبرى، وهو أمر غير طبيعي، أما ما هو طبيعي فهو استمرار الحياة والعالم، حتى عندما نخطئ سيستمر العالم، فما هو حجم الخطأ الذي يستحق محاكمة أنفسنا بأنفسنا بتلك الطريقة الوحشية؟ لا شيء يستحق هذا القدر المميت من الإحساس بالذنب، ويجب أن تخبر نفسك بذلك دوما، تذكر نفسك بأنها ليست نهاية العالم يا عزيزي، نعرف حجم الإحساس بالذنب الذي تشعر به ونحترمه ونقدره، ولكن الحياة لم تنتهي، تلك حقيقة وليست وجهة نظر قابلة للنقاش، ربما تبالغ في تصوير حجم أخطائك لرغبة مثالية لديك أو لرهافة الحس، لكنك لم تقتل أحدا، وحياة الشخص الذي تفكر فيه هذا لم تتوقع، فالحياة تستمر، وأخطائك لم تتسبب في نهاية العالم، يمكنك كتابة ذلك فوق فراشك.

لن نستطيع تغيير العالم وإيقاف المعاناة

الإحساس بالذنب لن نستطيع تغيير العالم وإيقاف المعاناة

أحيانا ينشأ الإحساس بالذنب عن رغبة في تحسين كل شيء، يأتي الشعور بالذنب لاستمرار شعور الآخرين بالألم، يأتي رغبتنا الساذجة في فرصة إضافية لتصحيح أفعالنا وهو ما لم يعد متاحا، فيمكنك محاسبة نفسك على عدم تبرعك لعلاج السرطان، والسر هنا هو رغبتك في إيقاف المعاناة، والمبالغة في نظرتك لدورك وقدرتك على التصرف، الأمر مؤسف بالطبع بالنسبة لكل من ترغب في إنقاذهم من الموت وخلافه، لكن ماذا يمكننا عمله لتغيير العالم؟ لا شيء في أغلب الأحوال، لن نستطيع تغيير العالم، لا أحد يستطيع إنهاء الحروب والدمار وتخليص العالم من الشر، سيظل الشر موجودا ما دام هناك حياة، ولا يمكننا مساعدة الجميع وإيقاف كل صور المعاناة، ربما يشعرك هذا بالعجز، لكن التفكير في ذلك حتميا، فيجب تذكير نفسك عن التعامل مع الإحساس بالذنب بعدم قدرتك على تغيير العالم، وبعدم قدرتك على التدخل طوال الوقت وإيقاف معاناة جميع البشر، وسيعمل هذا على تخفيف الإحساس بالذنب.

هذه ليست كل الحياة

أحيانا يعزلنا الإحساس بالذنب عن العالم، فيصبح بمثابة سجن انفرادي ضيق، نحبس أنفسنا داخله ولا نبرحه لفترة طويلة، وهو ما يصنع هزيمتك أمامه، ولتجاوزه يجب عليك تذكير نفسك بباقي جوانب الحياة، الحياة واسعة وكبيرة ومتنوعة جدا، وأنت وحدك ما تقوم بالاختيار بين الأشياء، أنت من يختار التركيز على هذا الأمر أو غيره من الأمور، وعند التركيز على الأخطاء دون غيرها نختار الجانب المظلم، وننسى وجود الأمور الجيدة واللحظات المبهجة التي صنعناها لغيرنا، وهنا يأتي دورنا في تذكير أنفسنا بخير ما فعلنا، فالأخطاء هي العابرة في حياتنا وليس العكس، وسيظل لدينا أفعالنا الصائبة والإنسانية الجميلة وغيره، وبشكل عام فالصورة ليست قاتمة تماما، فبين كل خطأ صغير نرتكبه في حق الآخرين هناك الكثير والكثير من الأفعال الجيدة والمواقف النبيلة التي نقوم بها، هناك كل ما هو جميل وإنساني، هناك كل ألوان البهجة والفرح بالرغم من قدرة الإحساس بالذنب على التأثير، فلا تحبس حياتك في لون واحد.

أخطائك ليست فريدة

الإحساس بالذنب أخطائك ليست فريدة

يقوم البعض بمحاولة تحويل أخطائه إلى أخطاء استثنائية فريدة، فيظن أنه أول إنسان في العالم يرتكب مثل هذا الخطأ أو ذاك، والحياة قديمة جدا يا عزيزي، لم نكتشفها نحن بمجيئنا إلى هذا العالم، كانت الحياة قبلنا وستظل بعد موتنا، وربما تكون قد ارتكبت بعض الأخطاء الكبيرة، لكن لا يعني هذا أن أخطائك جديدة وفريدة من نوعها، وإكساب الأخطاء لهذا التفرد والاستثنائية لا يساعدك في تجاوز الإحساس بالذنب أو التعافي منه، وقل لي أخطائك وسأخبرك بملايين آخرين مروا بنفس التجربة، فكل الأخطاء تحدث من قبل الكثيرين من آلاف السنين، واعتبار تلك الأخطاء ذات صفة استثنائية وآثار أسطورية وخسائر فادحة هو محض سذاجة ومبالغة في جلد الذات.

الإحساس بالذنب صفة جيدة على الرغم من كل ذلك، فيجب على جميع البشر مراجعة أفعالهم ومحاسبة أنفسهم على أخطائهم في حق الآخرين، هذا ما يضمن لنا العيش بسلام، والقدرة على الإحساس بالآخر مما يعمق الرابطة الإنسانية بين الجميع، ولا يعقل أن نقوم بإيذاء الآخرين بدم بارد ودون أن يهتز لنا جفن، فالأذى ليس من طبائع الأمور، ولا يجب أبدا تصويره كذلك، كما أن الإحساس بالذنب من شيم النبلاء، والقدرة على الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه والعمل على عدم تكراره من صفات الشجعان، ولكن في نفس الوقت قد يتحول الإحساس بالذنب من صفة إنسانية نبيلة إلى نقمة مميتة، يحدث ذلك عند المبالغة في الإحساس بالذنب وعدم تقبل ارتكابنا لأي أخطاء، فينتج ذلك عن نزعة مثالية وعاطفية ساذجة في التعامل مع الأمور، كما قد ينتج عن احتقار الذات، ونقصد هنا الحالات التي تتحول الحياة فيها إلى جحيم وتصل للاكتئاب، ولكن بشكل عام يسهل معالجة ذلك الشعور بالتفكير بشكل موضوعي ومواجهة الأمر.

الكاتب: أحمد ياسر

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

عشرة + 4 =