تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تتلقى الأخبار المفجعة دون أن تصيبك بالإحباط أو اليأس؟

كيف تتلقى الأخبار المفجعة دون أن تصيبك بالإحباط أو اليأس؟

جميعنا نتلقى الأخبار المفجعة في الحياة ولا ريب أن بعدها نصاب بالاكتئاب واليأس وعدم قدرتنا على استكمال الطريق، فهل من وسيلة للتغلب على هذا الشعور؟

الأخبار المفجعة

الأخبار المفجعة عادة تصيبنا بحالة من اليأس والألم وتجعلنا غير قادرين على العمل أو حتى التعامل مع الناس من حولنا، لذلك نحاول أن ننعزل أو حتى نتخذ إجراءات بالغة السلبية والعنف تجاه أنفسنا وهذا لا يمكن أن يكون السلوك الأفضل في مثل هذه الأمور، عليك أن تكون إيجابيا أكثر من هذا، في هذا المقال سنتحدث عن كيف نتعامل مع الأخبار المفجعة بإيجابية وتقليل آثارها السلبية:

تذكر أن هذا ليس أكبر حزن في حياتك

عند تلقيك الأخبار المفجعة لا تنظر لهذا الخبر كأنه أكثر شيء حزين في حياتك بل تذكر أنك مررت بحزن أسوأ من هذا وتلقيت أخبارا أكثر فجيعة من هذا وماذا فعلت بعد ذلك؟ لابد أنك حزنت جدا بل لقد فكرت في الانتحار ومع ذلك لا زلت تعيش بدليل أنك تتلقى أخبارا مفجعة أخرى لذلك عليك أن تحزن بسبب هذه الأخبار ولكن عليك أن تعي أن حزنك هذا بسبب الصدمة ليس إلا لكنه سيمر لذلك لا تعطل حياتك، فقط استرخي ودع الحزن يمر كي يفسح المجال للاستقرار وتعود الحياة إلى طبيعتها من جديد.

ما تحسبه شرا قد يكون خير

قد تتلقى أحد الأخبار المفجعة فتشعر أن حياتك تسير بشكل سيئ وأنك الوحيد الذي يمر بمثل هذه الظروف المحزنة، ولكن لو نظرت على المدى البعيد لماذا لا تفتكر في احتمالية أن هذا الخبر السيئ يحمل في طياته خير، أليس مررت بواقعة مشابهة من قبل؟ لماذا لا يكون خبر فقدانك وظيفتك المريحة هي وسيلة لكي تعمل في مكان أكثر راحة بوظيفة مجزية أكثر وتسمح لك بالإبداع والاستمتاع بالعمل فيها أكثر؟ وارد بالطبع لذلك لا تفجع لمثل هذه الأخبار.. من حقك أن تحزن ولكن ضع احتمالية أن يكون الخبر السيئ يحمل في ذيله بشرة خير ستغمرك بعد قليل ووقتها ستشكر الخبر السيئ الذي لولاه ما كنت ستصل لمثل هذا الوضع الأفضل أبدًا، المهم التعقل والصبر والإيجابية في التعامل مع مثل هذه الأخبار.

ليس مهما أن تسقط المهم أن تنهض من جديد

هل الأخبار المفجعة أتتك لتخبرك بالفشل في مجال ما أو في مهمة ما قمت بأدائها؟ حسنًا وما المشكلة في ذلك؟ لماذا تتوقع أن تنجح في كل ما تقوم به في حياتك؟ من الطبيعي أن تنجح وتفشل، تتعثر وتقع، ولكن تنهض من جديد.. هل فشلت في اجتياز السنة الدراسية؟ لا ريب أنك تشعر أن الحياة توقفت، في الغد ستقوم بسحب ملفك وإزالة فكرة الدراسة الجامعية كلها من رأسك، هذه أولى الخواطر التي تقفز إلى رأسك، ولكن لماذا لا تفكر في مواجهة نفسك بأخطائك ومحاولة تصحيحها؟ انظر إلى نصف الكوب الممتلئ.. الحياة تعطيك فرصة أخرى لتصحيح أخطائك والاستفادة منها والمحاولة من جديد.

الحياة عبارة عن تجارب ممتعة وأخرى محزنة

قد يبدو ما أقوله غريبا بعض الشيء ولكن الحياة عبارة عن تجارب ويجب أن تجرب استشعار المتعة في الحزن مثلما تشعر بالمتعة في الفرح أيضًا، للأسف الحياة ليست أمك التي تنفذ لك كل ما تريده منها وأنت لست طفلا حتى تصرخ وتبكي حتى يحضرون لك كل ما تطلب، أنت كبرت ونضجت وأصبحت قادرًا على التعرف على حقيقة الحياة، أن الحياة بالأساس لا تعبأ بك كثيرا ولا تعبأ إن كنت تتلقى الأخبار المفرحة أم الأخبار المفجعة ولكن هل ذلك سيزيد صراخك أكثر؟ بل على العكس يجب أن يكسبك هذا النضج الملائم ويجعلك تستشعر المتعة في الحزن أيضًا وتشاهده وهو يصقل شخصيتك ويزيدها نضجًا.

لا الحزن ولا الفرح دائمين في الدنيا

ربما أنت تعرف جيدًا أنه لا الفرح ولا الحزن دائمين في هذه الدنيا، تذكر أكثر مرة فرحت فيها وشعرت أن أخيرا الحياة ستبدأ تبتسم لك؟ وأنك لن تشهد ذرة حزن بعدها ولكن حدث عكس ما توقعت تمامًا لدرجة أنك فقدت أي شعور بأثر هذه اللحظات المفرحة وتذكر أكبر حزن في حياتك لدرجة أنك تخيلت أن الحياة ستتوقف بعدها تمامًا ولن ترجع لطبيعتها ولكنها رجعت بشكل عادي وطبيعي جدا مثلما كانت في السابق؟ إذا لا أزمة مع الحزن ولكن الأزمة في عدم التعلم من مرات الحزن السابقة، ولا تبتئس من قليل من الأخبار المفجعة لا زالت الحياة قادرة على إدهاشك بالأخبار المحزنة والمفجعة على حد سواء.

فقدان الأحباء سنة الحياة

ربما أكثر الأخبار المفجعة حزنًا هو فقدان الأحبة، لا يمكن تخيل كم هو مؤلم رحيل الأحبة.. شيء يجعلك تقف للتأمل والتفكير كيف ستسير الحياة من بعده، لا ريب أنها لا تعود كما كانت بالضبط، ولكن على الأقل ستسير وستسير بشكل جيد حتى وإن ظل هناك أثر سيئ في النفس تجاه رحيل الأحباب، ولكن عزاؤك الوحيد في الأمر أننا كلنا ذاهبون وأن المسألة مسألة أسبقية الدور فحسب وأننا جميعًا سنذهب إلى نفس المصير حتى أنت، فهذه هي سنة الحياة، وعليك بالمسير طالما وضعت على الطريق.

ستعتاد وتتأقلم في النهاية

مع كل أزمة اقتصادية، تقليل في النفقات لدرجة التقشف أو زيادة في الأسعار لدرجة الجنون أو نقص في الدخل لدرجة العجز، مع كل هذه الأزمات نقف لنقول كيف ستسير الحياة؟ لا ريب أن الكثير من اليأس والإحباط يحيطان بالموقف إحاطة السوار بالمعصم، وتقول أن الحياة لن تسير كما كانت لكن في النهاية سنعتاد ونتأقلم لأن هؤلاء هم البشر، يتأقلمون على واقعهم ويعالجونه حتى يصبح مناسبًا للمعيشة، وبالتالي تلقي الأخبار المفجعة التي تتوقع أنها ستوقف الأرض عن الدوران ليست حقيقية ويجب أن تتعلم من هذا أنك ستعتاد وتتأقلم على الظروف الجديدة.

لا تفكر في المشكلة بل فكر في حلها

إذا ذهبت لشراء البيض من أجل الطعام، واصطدمت بك سيارة وأنت عائد ومعك ثلاث بيضات فأوقعت منهم اثنتين وانكسرت، هل ستجلس وتبكي بجوارها أم ستمضي للعشاء بالبيضتين؟ حسنًا وإذا كسرت البيضتين؟ ستمضي للعشاء بالبيضة، وإذا كسرت كل البيض؟ اذهب واكتفِ بالجبن، هذا كل ما في الأمر لا تفكر في المشكلة وفكر في حلها.. مثلا إن انقطعت عنك خدمة الإنترنت لا تجلس لتضرب في حاسوبك بعصبية كي يعمل، افحص الجهاز الموصل للإنترنت، اتصل بخدمة عملاء مزود الإنترنت، اذهب وانه عملك من عند أحد أصدقائك أو من عند مركز إنترنت، هكذا تسير الأمور لا عن طريق الجلوس بجوار المشكلة والبكاء عليها، وبالتالي عندما تتلقى الأخبار المفجعة وكانت عبارة عن مشكلة لا تبكِ الآن، لديك متسع أكبر للبكاء ولكن ابحث أولا عن الحل.. اجلس وبروية شديدة فكر كيف يمكن حل هذه المشكلة وإن كان هناك حل غير واثق من فاعليته فحاول معه على الأقل ستكون حاولت وهذا سيخفف كثيرا من وطأة المشكلة.

انظر لمن هم في ظروف أسوأ

قد يكون هذا الكلام قد مر عليك من قبل أو قاله لك والدك وكنت تستخف به أو تشك في جدواه، ولكن كبرنا وعرفنا أنه حقيقي، إذا واجهتك مشكلة أو تلقيت أحد الأخبار المفجعة القادرة على إصابتك بنوبة حادة من الاكتئاب وعدم الرغبة في عمل شيء وموجة عارمة من اليأس والكآبة والإحباط فلا تترك نفسك للكآبة ولكن فكر في أن هناك أشخاص أقل منك وفي ظروف أسوأ منك بكثير، هل ضاعت نقودك، تذكر أنك ستأخذ مرتبك بداية الشهر القادم وما عليك سوى التحمل أياما قليلة حتى يحين هذا الموعد، مثلا هل فقدت هاتفك، تستطيع شراء هاتف جديد، ولكن لماذا لا تفكر في الأشخاص الذين ليس لديهم مصدر دخل ويعيشون على الكفاف؟ لماذا لا تفكر في الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يمتلكوا هاتفًا أصلا لعدم وجود نقود لديهم؟ هذا الكلام سخيف ولا معنى له؟ كونك تقرأ هذا الكلام فأنت لا زلت بعقلك وبنظرك الذي تستطيع القراءة به، فكر في أن أشخاصًا مصابون بألزهايمر وآخرون لا يستطيعون القراءة بسبب ضعف نظرهم، إياك أن تفجع لمثل هذه الأخبار، لا عليك اطمئن ستكون بخير.

لا تنتظر الأفضل بل توقع الأسوأ

للأسف الكثير من الناس يواجهون أزمة وهي التوقعات العالية، أي أنهم يتوقعون الأفضل باستمرار، لذلك تكون صدمتهم مضاعفة عند تلقي الأخبار المفجعة وذلك بسبب مضمون الخبر نفسه وبسبب خذلانهم في توقعاتهم، إذًا ما الحل؟ ألا تتوقع الأفضل بل توقع الأسوأ، وهذه وسيلة رائعة للتعامل مع الحياة بحيث لو أتاك الخبر المفرح ستكون سعادتك مضاعفة لأنك لم تكن متوقعًا الأخبار المفرحة ولمضمون الخبر المفرح أما إن جاءك الخبر المحزن فستكون حالة الحزن مخففة لأنك كنت تتوقعها.

طرق لتقليل آثار الأخبار المفجعة

والآن نتحدث عن طرق لتقليل الآثار السلبية لمثل هذه الأخبار المفجعة، كيف يمكنك تفاديها وكيف يمكنك تقليل آثارها وإذا كنت أنت الشخص الموكل إليه توصيل الأخبار المفجعة كيف توصلها بشكل أقل صدمة؟

لا تتلقاها في الصباح

لا تتلقى الأخبار المفجعة في الصباح، عليك أولا ألا تتصفح موقع التواصل الاجتماعي ولا تتلقى المكالمات من الأشخاص الذين تنتظر منهم أخبارًا سيئة، خاصة أنك في بداية اليوم تكون مفعما بالنشاط والحيوية والإقبال على الحياة بالتالي لا تجعل هذه الحالة تنكسر بسبب مثل هذه الأخبار.

لا تخبر أحدا بالأخبار المفجعة بمجرد استيقاظه

إن كنت من الأشخاص الذين يخول إليهم توصيل الأخبار المفجعة فلا تخبر أحدًا بخبر مفجع بمجرد استيقاظه من النوم لأنه يكون في حالة ذهنية تحاول استعادة نشاطها بالتالي يمكن أن يكون وقع الخبر عليه سيئًا لذلك عليك أن تكون لطيفًا في إيصال الأخبار السيئة وتعطي الشخص فترة حتى يستعيد تركيزه ولياقته الذهنية حتى تخبره بمثل هذه الأخبار السيئة.

عبر عن حزنك ولا تكتمه

أخيرا بالحديث عن النصائح التي يجب الاسترشاد بها عند تلقي الأخبار المفجعة لا نطالبك بأن تكون حجرًا لا تتفاعل مع مثل هذه الأخبار بل على العكس نحن نطالبك بالتعبير عن حزنك ولا تكتمه أو تقمعه على الإطلاق، وعليك بالبكاء لأن البكاء قمة التعبير عن الحزن، ابكِ ما شئت لأن كتمان مشاعر الحزن عواقبها أسوأ بكثير من التعبير عنها.

خاتمة

للأسف الأخبار المفجعة شر ولا بد منه أو مفر، لذلك عليك أن تتحلى برباطة الجأش وأنت تواجهها ولكن كن على وعي أن الحزن لن يستمر، وأن الحياة ستمضي في النهاية.

محمد رشوان

أضف تعليق

سبعة عشر − 8 =