تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تحدد أسباب اكتئاب الأطفال وكيف يمكن علاجه؟

كيف تحدد أسباب اكتئاب الأطفال وكيف يمكن علاجه؟

هناك العديد من الأسباب تؤدي إلى اكتئاب الأطفال ، فمشاعر الأطفال مثل مشاعر الكبار تماما تتأثر بالظروف المحيطة والتغيرات، ويجب علاج هذه المشكلة سريعا حتى لا تتفاقم وتؤثر على حياة الطفل بأكملها وعلى علاقاته مع الآخرين.

اكتئاب الأطفال

اكتئاب الأطفال يمثل اضطراب الحالة المزاجية والشعور بالحزن من وقت لآخر، وقد يكون السبب هو حزن الطفل عند انتقال السكن أو عند موت حيوانه الأليف أو فقدان أحد الأشخاص المقربين له، وقد أشارت الدراسات إلى أن طفل واحد من بين أربعة أطفال سوف يعاني من الاكتئاب قبل بلوغ سن التاسعة عشر، ولا يقال على الطفل أنه مصابا بالاكتئاب لمجرد أنه يبدو حزينا، ولكن إذا استمر الشعور بالحزن واستمر التغير في السلوك بشكل يتعارض مع الأنشطة الاجتماعية، فهنا يمكن القول أن الطفل مصابا بالاكتئاب وعندها يجب التحرك مباشرة لعلاج هذه المشكلة، ولكن لا ينبغي القلق فبالرغم من كون الاكتئاب مرضا خطيرا إلا أنه قابل للعلاج.

علامات اكتئاب الأطفال

تختلف أعراض وعلامات الاكتئاب لدى الأطفال، وغالبا فإن الاكتئاب عند الطفل لا يتم تشخيصه وقد لا يعالج بسبب أنه يفسر على أنه تغيرات عاطفية ونفسية طبيعية مرتبطة بمراحل النمو، كما أن هناك ما يعرف باسم الاكتئاب المقنع حيث يفسر المحيطون بالطفل سلوكه وتصرفاته الغاضبة بأنه مصابا بالاكتئاب، في حين أن هذا لا يحدث خاصة في الأطفال الأصغر سنا، حيث أن العديد من الأطفال هم عرضة للحزن وسوء الحالة المزاجية باستمرار، أما أعراض الاكتئاب فتشمل الشعور بالانزعاج والغضب، ومشاعر الحزن واليأس التي تسمر لفترة طويلة، وكذلك الانسحاب الاجتماعي وعدم الاندماج مع الأقران، وتغيرات الشهية سواء بزيادة الشهية أو نقصانها، وصعوبة التركيز وانخفاض الطاقة والشعور بالتعب باستمرار، وكذلك الشكاوى من الصداع المستمر وآلام البطن، وأيضا نوبات من البكاء وتغيرات في النوم سواء بالإصابة بالأرق وصعوبة النوم أو بكثرة النوم، وكذلك قلة الأنشطة وفقدان الاهتمام بالهوايات، وشعور الطفل بالذنب باستمرار وعدم الشعور بقيمة الذات، وأخطر الأعراض على الإطلاق هو التفكير في الموت والرغبة في الانتحار.

أسباب اكتئاب الأطفال

المشاكل الطبية

الأطفال الذين يعانون من مشكلات مرضية مزمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، حيث يمكن أن يؤدي الربو الحاد والسكري والصرع وغيرها من الأمراض المزمنة في إصابة الطفل بالاكتئاب المستمر.

اضطرابات الدماغ

غالبا ما يصاب الأطفال الذين يعانون من اضطرابات معينة في الدماغ بالاكتئاب، وأيضا الأطفال المصابون بالاضطرابات العصبية والنفسية هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وتشمل هذه الاضطرابات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، والإعاقات في التعلم، واضطرابات القلق والوسواس القهري، وأيضا الاضطرابات في تناول الطعام ومرض التوحد.

البيئة

الكثير من الأطفال يتأثرون بالعوامل البيئية المحيطة وخاصة عند وجود مشكلات أسرية، مثل مشكلة الفقر وسفر الأب ووفاة أحد أفراد العائلة، فقد أثبتت الدراسات أن حوالي 50% من الأطفال والمراهقين المصابين بالاكتئاب قد تعرضوا لضغوط شديدة أدت لإصابتهم بالاكتئاب.

التلفزيون

هناك ارتباط وثيق بين مشاهدة التلفزيون و اكتئاب الأطفال ، فقد أظهرت الدراسات أن معظم الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون أكثر من 6 ساعات يوميا يعانون من الاكتئاب والقلق والسلوك العدواني.

العوامل الوراثية

إذا كان أحد الوالدين يعاني من الاكتئاب فمن المتوقع بنسبة 40% أن يصاب الطفل بالاكتئاب قبل بلوغه سن العشرون من العمر، وكلما كانت إصابة أحد الوالدين بالاكتئاب في عمر أصغر كلما زاد احتمال إصابة الطفل بالاكتئاب.

المشكلات الأسرية

من أكبر الأسباب المؤدية لإصابة الأطفال والمراهقين بالاكتئاب هو وجود الخلافات الزوجية والمشكلات بين الوالدين، وخصوصا عندما تنتهي هذه الخلافات بالطلاق فتزداد احتمالية الاكتئاب لدى الأطفال.

مشكلات التربية

قد يعاني الطفل من الاكتئاب بسبب أساليب التربية الخاطئة، وتعرضه للعنف والإهانة والتجريح من أحد والديه، حيث يؤدي هذا إلى تكون شخصية غير سوية لدى الطفل وغير قادرة على التكيف مع المجتمع.

علاج اكتئاب الأطفال

إذا تم تشخيص إصابة الطفل فهناك عدة خيارات للعلاج سواء عن طريق العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب أو كلاهما، والجدير بالذكر أن أعراض الاكتئاب تتحسن بشكل أسرع عند الجمع بين الوسيلتين، أما فترة العلاج فتتراوح بين ستة أشهر وعام كامل حتى لا تعود الأعراض مجددا، وبالنسبة لدور الأهل فيتمثل في منح الاهتمام والحب للطفل ومحاولة إسعاده قدر الإمكان، ويجب كذلك إشعار الطفل بأهميته وقيمته ورفع قدره وتعزيز ثقته بنفسه.

علاج اكتئاب الأطفال بالغذاء

اكتئاب الأطفال علاج اكتئاب الأطفال بالغذاء

مضادات الأكسدة

الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة تسهم في مكافحة الآثار السيئة للجذور الحرة وتمنع تأثيرها السلبي المدمر على الطفل حيث تسبب إصابته بالاكتئاب، ومن أهم مضادات الأكسدة البيتا كاروتين الموجود في الجزر والخوخ والمشمش والسبانخ والقرنبيط والبطاطا الحلوة والشمام، وأيضا فيتامين ج في البرتقال والجريب فروت والفراولة والعنب والكيوي والفلفل والطماطم والبروكلي.

الكربوهيدرات

ترتبط الكربوهيدرات بإفراز السيروتونين وهي مادة كيميائية في الدماغ تعمل على تعزيز المزاج، ولذلك ينصح بتقليل الأطعمة السكرية واختيار الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات.

البروتينات

تعمل الأطعمة الغنية بالبروتين على إنتاج السيروتونين مما يساهم في تعزيز المزاج، علاوة على دورها في رفع مستويات الطاقة وتحسين القدرات العقلية، ولذلك يجب إدخال البروتينات في طعام الطفل مثل الحليب واللبن والدواجن والبيض والفول الصويا والأسماك.

الأوميجا 3

تعمل الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 على تحسين اضطرابات المزاج كما أنها تعمل على نمو القدرات الدماغية لدى الطفل، ومن أهم الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 الأسماك البيضاء وسمك الماكريل والسلمون وصفار البيض والجوز وبذور الشيا.

الفواكه والخضروات

يساهم تناول الخضروات والفواكه في زيادة كمية المغذيات الأساسية التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية للطفل، وخصوصا الفواكه والخضروات الغنية بالفولات والتي تشمل الأفوكادو والسبانخ والقرنبيط والبنجر، حيث تعمل هذه الأطعمة على تحفيز عمليات التمثيل الغذائي في الدماغ، وذلك لأن نقص الفولات أو حمض الفوليك يؤدي إلى الاكتئاب.

الدهون الصحية

تلعب دورا هاما في علاج اكتئاب الأطفال لدورها في تحسين مزاجهم وتعزيز مستويات الطاقة، حيث تعمل هذه الأطعمة على مكافحة الجذور الحرة التي تسبب الاكتئاب، ومن هذه الأطعمة زيت جوز الهند وزيت الزيتون والجوز والأفوكادو وبذور الكتان.

البروبيوتيك

تعمل الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك على زيادة مستويات الطاقة وتحسين الوظائف الإدراكية وتحفيز الصحة العقلية، ومن أمثلة هذه الأطعمة الزبادي والقمح الكامل ورقائق الذرة والشوفان والشوكولاته الداكنة.

الماغنسيوم

يؤدي نقص الماغنسيوم عند الطفل إلى نقص مستوى السيروتونين في الدماغ وبالتالي يصاب الطفل بالاكتئاب، ولذلك ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالماغنسيوم من أجل مكافحة الاكتئاب عند الطفل، مثل الموز واللوز والكاجو والفاصوليا والخضروات الداكنة.

الشاي الأخضر

من المعروف أن الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة، وليس ذلك فقط فالشاي الأخضر يحتوي أيضا على حمض أميني يسمى الثيانين والذي يمنح الشعور بالاسترخاء ويحسن الحالة النفسية والمزاجية.

الكركم

يحتوي الكركم على مادة الكركمين والكركوكانويد وكلاهما من المركبات التي تساهم في تعزيز المزاج، ولذلك ينصح بإضافة الكركم إلى طعام الطفل باستمرار.

اكتئاب الأطفال له أسباب عديدة حيث يصاب الطفل بالاكتئاب مثل الكبار تماما، وخاصة عندما يتعرض لضغوط نفسية ومشكلات عائلية أو عند افتقاده للشعور بالاهتمام والحب، ولا ينبغي إهمال الاكتئاب عند الطفل بل يجب علاجه على الفور حتى لا يتطور ويصبح من الصعب التخلص منه، وأيضا لتجنب حدوث عواقب وخيمة قد تصل إلى قيام الطفل بالانتحار.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: منال محمد

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

سبعة عشر − عشرة =