تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف نتسبب في إيذاء المقربين منا بتصرفات دون أن ندري؟

كيف نتسبب في إيذاء المقربين منا بتصرفات دون أن ندري؟

إيذاء المقربين ليس استثنائيا كما تظن، إنما يحدث ويتكرر طوال الوقت، والمؤسف هو أننا نتسبب في إيذاء الآخرين دون قصد، وانتفاء تلك القصدية لا ينفي شعورهم بالألم، وأحيانا ما نؤذي الآخرين دون أن ندري، ولهذا خسائره الكبرى، فما الحل؟

إيذاء المقربين

يحدث إيذاء المقربين عبر أفعال متنوعة، سنتحدث عنها بالتفصيل، لكن الأكثر أهمية هو عدم درايتنا بالأذى الذي نصنعه، فتلك هي لب المشكلة، ولعلك سمعت أحدهم يتحدث بحزن كبير عما فعله به آخر، وتذكرت أنك تقوم بهذا تجاه المقربين، وبالطبع لم تكن تقصد إيذاء المقربين بتلك الأفعال، وكل ما هناك هو عدم معرفتك لحجم الأذى الذي تسببه لهم ببعض الأفعال، وحينها تعيد التفكير في الأمر، وربما تحاسب نفسك بقسوة على تلك الأفعال، ولعلها تساعدك في فهم أسباب رحيل البعض عنك أو فشل بعض علاقاتك، والحق أن إيذاء المقربين ليس هينا، خاصة لإنهم مقربون منك، فهم الحبيبة والزوجة والأهل والأبناء والأصدقاء، هم من ينتظرون منك كل الدعم والمحبة، وعندما تؤذيهم تضاعف الصدمة من آلامهم، وللأسف لن يخبرك الجميع بنتائج أفعالك، كما أن عدم درايتك بحجم الأذى الذي تصنعه لا يشفع لك، يشفع لك فقط رغبتك النبيلة في معرفة كيف نتسبب في إيذاء المقربين عبر قراءة هذا المقال، سأخبرك بذلك وأساعدك على تجنبه.

إيذاء المقربين بدون قصد

إيذاء المقربين إيذاء المقربين بدون قصد

عند الحديث عن إيذاء المقربين قد تفكر في الخيانة أو الإهانة والعنف والشجار، وربما تظن عدم إيذائك لذويك لمجرد عدم إتيان تلك الأفعال، لكن لا تسير الأمور بهذه الطريقة يا عزيزي، خيانة الزوجة فعل مؤذي بالطبع، لكنك تعلم هذا، وعلى الأغلب لا تقوم به، فتلك الجرائم الكبرى ذات طبيعة استثنائية بوجه عام، ولكن هناك الكثير من صور إيذاء المقربين التي تتم بدون قصد، إذ لا يجيد أغلب البشر التعبير عن المشاعر، ولا يتلخص الأذى في الأمور الكبيرة الواضحة، فقد تتسبب كلمة ساخرة تقولها بدون قصد في إيذاء المقربين منك بشدة، قد يتألم ابنك الصغير لكلمة بسيطة تقولها له مرارا، قد ينفطر قلب صديق بسبب مزحة عابرة تخص هيئته أو زيادة وزنه، وليس هذا فحسب، بل أن الإيذاء لا يقف عند الفعل، فعدم الفعل أحيانا يتسبب في الإيذاء، كأن تنتظر زوجتك دعمك في مشكلة ما ولا تفعل، أو يحتاج إليك صديقك ولا يجدك، فأغلب الأذى غير مقصود.

إيذاء المقربين ليس بدنيا فقط

إيذاء المقربين إيذاء المقربين ليس بدنيا فقط

قد تسأل عن صديق عن إيذاء المقربين من الأبناء فيجيبك بأنه لا يضربهم، والأغلبية تختزل إيذاء المقربين في كل ما هو عنف بدني صريح، وهو اعتقاد خاطئ، وقد تحدثنا في الفقرة السابقة عن إيذاء المقربين بدون قصد، فكيف يكون الأذى بدنيا فقط؟ بالطبع لا، بل أن أغلب الأذى هو غير بدني، وذلك هو النوع الأخطر من إيذاء المقربين، لإنه غير واضح بالنسبة لنا أولا، فالكلمات على سبيل المثال تترك أثرا موجعا أكبر من الكدمات، كما أن العنف ليس بدنيا فقط بوجه عام، فهناك العنف المعنوي الأكثر إيلاما وخطورة، ويتمثل في كل صور الكلمات اللاذعة والمزاح الثقيل والسخرية والتوبيخ والإهانة والنقد الدائم، ويعد التنمر أحد أكثر صور إيذاء المقربين شيوعا، فعندما تطلق لفظ السمين أو الفاشل على ابنك أو صديقك تكون مؤذيا بالنسبة لهم، وهكذا مع زوجتك ووالديك، الأمر جد خطير وأكبر من تصوراتنا، وسنشرح أهم أمثلة إيذاء المقربين بدون دراية في الفقرات التالية.

إيذاء المقربين في العلاقات العاطفية

إيذاء المقربين إيذاء المقربين في العلاقات العاطفية

تتسم العلاقات العاطفية بطبيعة خاصة، فهي العلاقة الأطول والأكثر قربا بالنسبة للجميع، فأغلب الوقت هو ما نقضيه مع الحبيبة أو الزوجة، ولذلك يكون إيذاء المقربين أكثر شيوعا مع الحبيبة أو الزوجة، وذلك بحكم الاتصال المستمر والقرب الدائم، فالتعامل في تلك العلاقات الخاصة لا يكون مدروسا أو مخططا، في أغلب الأحوال نتصرف على طبيعتنا وبشكل عفوي، وهنا تنتج الكثير من الخطايا والأخطاء، فقد تتسبب في إيذاء زوجتك دون أن تدري، وعادة ما تنتظر منك معرفة ما ضايقها بحكم قوة العلاقة، وقد تؤذيها بعدة طرق، فقط لإنك لا تعلم ما تمثله لها تلك الأفعال، وسنعطيك في السطور التالية أبرز أمثلة إيذاء المقربين في العلاقات العاطفية، اقرأها بتمعن، وامتنع عما تفعله من تلك الأفعال السيئة، وذلك لمصلحتك أولا، فينتج عن إيذاء المقربين خسائر فادحة، من أهمها خسارتهم.

الإهمال

الإهمال بوجه عام يتسبب في إيذاء المقربين منك، لكن تزيد حدة الأمر عندما يتعلق بالحبيبة أو الزوجة، فهو النقيض مما تنتظره منك، وهو آخر ما تتوقعه لأفعالك، والإهمال ليس قلة التواصل واللقاء فقط، أي أنه مهما يكن ما تمنحه للمقربين من وقت، فقد لا يكون كافيا، ولا يهم حجم وجودك بل أثره، فقد تنسى مناسبات زوجتك الخاصة كأعياد الميلاد أو عيد زواجكم ويؤذيها هذا، وقد يكون الإهمال هو قلة اهتمامك بطموحها ومشكلاتها، وربما تشعر بإهمالك لها لنسيانك ابتياع مسكن الأسنان لها أو الحلوى التي تفضلها، وهي أمور قد تبدو لك بسيطة، لكنها غير ذلك، بل أن الإهمال من أكثر طرق إيذاء المقربين الموجعة، لذا يجب التوقف عن ذلك تماما، والتركيز في كل ما يمثل أهمية للزوجة، التركيز والاهتمام هم الأكثر فعالية في التخلص من الإهمال.

كشف الأسرار

عادة ما نخبر المقربين بأسرارنا الخاصة، نعري أنفسنا ونكشف ندوب أرواحنا أمامهم، ولا يكون هذا إلى لثقتنا بهم، فإننا نثق في حرصهم على مشاعرنا وعدم رغبتهم في فضح أسرارنا وإحراجنا، ولذلك يكون عدم الاحتفاظ بالأسرار من أكبر صور إيذاء المقربين منك، والأسرار ليست فقط ما تخبرك به زوجتك وتطلب منك عدم ذكره للآخرين، بل أن كل شئونها الخاصة هي أسرار، وهي أسرار لا ينبغي إذاعتها أمام أقرب المقربين منها، ففي بعض الأحيان يؤذي زوجتك إخبار أهلها بعدم قدرتها على صناعة نوع من الكعك، ولعلك تلاحظ تعمد اختيار أقل الأمثلة شأنا، ولكن لهذا سبب هام، فما أود شرحه أنه لا يجب إطلاق العنان في الحديث عن أي شيء يخصها، فهناك ما يخجلها وما يسبب لها الأذى، وتزيد أهمية حفظ الأسرار في أوقات الشجار بينكم، فليست كل الأمور واردة للطرح أمام الأهل والأصدقاء، بل يجب أن تبدي أكثر درجات الاحترام لأسرارها في هذا الوقت على وجه الخصوص.

الانتقاد أمام الآخرين

الانتقاد بوجه عام أمر ثقيل على النفوس، وعندما يحدث أمام الآخرين يكون حتما من صور إيذاء المقربين القاسية، ولا يهم هنا حجم الانتقاد أو نوعه، كما لا يهم درجة قرابة هؤلاء الذين يشهدون الانتقاد، فمهما كان انتقادك بسيطا لا يجب أن تعبر عنه أمام الآخرين، حتى لو كنت تنتقد زوجتك أمام أختها الصغرى أو الأبناء سيضايقها ذلك، وللانتقاد أصول بوجه عام، فيجب أن تتحرى اللطف فيه، أما توجيهه أمام الآخرين فلا يكون غير إساءة وتعمد إيذاء المقربين منك، وقد لا تقصد ذلك أو حتى لا تدري حجم ما يسببه من ألم لزوجتك، لكنه أمر مؤذي سواء علمت أم لم تعلم.

عدم احترام ما يهم الزوجة

عدم الاحترام هو أحد صور إيذاء المقربين الخفية، فعادة ما نقوم بهذا دون قصد ولا دراية، فنقوم بالتقليل من أشياء ذات أهمية كبرى بالنسبة للزوجة، وقد يكون هذا هو رأينا الحقيقي في تلك الأشياء، لكنه يمثل كبير الأذى بالنسبة لها في النهاية، لذا يتوجب عليك احترام كل ما تهتم به حبيبتك أو زوجتك، فعليك احترام طموحها في العمل، بل وعليك احترام كل ما تفضله من هوايات، ولا أظن هناك حاجة لتوضيح أهمية احترام صديقاتها وأقاربها، فهذا أمر بديهي، وعدم احترامك لأي شيء تهتم به زوجتك يعد مؤذيا، فيمثل لها عدم احترامها شخصيا والتقليل منها ومن تفضيلاتها وأهدافها في الحياة، وكلها أشياء مؤلمة للغاية لنا جميعا، ويزيد الألم عندما يكون من المقربين الذين ننتظر منهم الدعم والتشجيع، ولا يجب نسيان أن تقدير المعروف من أهم نواحي الاحترام، فيجب شكرها على ما تقدمه لك حتى لو كان كوبا من الماء.

التقصير والتقاعس عن الدعم

البعض يقوم باختزال إيذاء المقربين في الأفعال السيئة، والحق أن عدم الفعل والسلبية تتسبب كثيرا في إيذاء المقربين منك، فعندما تمر زوجتك بمشكلة ما ولا تقدم الدعم الواجب، تكون مؤذيا لها، فعندما نمر بمشكلة نبحث عن المقربين، وتنتظر الزوجة أن تمد يد العون لها عندما تحتاج إليك، وهذا هو دورك من الأصل، ولا يهم هنا حجم المشكلة التي تمر بها، ولا يهم اعتقادك بقدرتها على حل تلك المشكلة بنفسها، فعليك تقديم الدعم وعرض المساعدة دائما، كما يجب إبداء التعاطف والشعور بها عندما تمر بأي مشكلة، ولن أبالغ إن قلت أن من واجبك تجاه زوجتك تقدير تقلباتها المزاجية التي لا تدري أسبابها، كما يجب تفهمها في فترات الطمث بشكل خاص، فتلك فترة صعبة تعيشها كل امرأة مرة في الشهر، وينطبق هذا الحديث على ضغوط العمل وفترات الحمل وتربية الأطفال الصغار وكافة ضغوط الحياة، وعدم وجودك إلى جوارها في تلك الأوقات هو إيذاء المقربين بشكل صريح وفج.

قسوة القلب

تؤدي القسوة إلى إيذاء المقربين بشدة، يحدث هذا عندما لا تتفهم نقاط الضعف لدى الحبيبة أو الزوجة، فتصر على بعض المواقف بغلظة، ولا تتفهم نقاط الضعف والقصور البشري الطبيعي، فعندما تضغط على زوجتك في أمر معين فوق طاقتها تكون مؤذيا لها، خاصة إن كنت من هؤلاء الذين يصعب إرضائهم، كما يطالبون بالمثالية في كل الأمور، ولا يجيدون العفو والغفران، وعندما لا تمنح زوجتك ما تستحقه من التقبل والتفهم، يؤذيها هذا بشدة، خاصة عندما تتمثل تلك القسوة في المحاسبة الصارمة على الأخطاء وعدم تقبل الاعتذار، وكذلك عندما تتبدى تلك القسوة في عدم الشعور بآلامها ومشكلاتها الخاصة، ومن القسوة ألا تراعي بعض الأمور الحساسة بالنسبة لها، حتى لو بدت تلك القسوة في طرحك لبعض الآراء أو الحديث في موضوعات مؤلمة لها، وكل رجل يعرف ما يضايق زوجته بصفة خاصة، فقد تتألم عند تذكرها للوالد إن كانت يتيمة، وقد تكون غير واثقة بجمالها أو وزنها، وكلها أمور مؤذية لها.

الفجر في الخصومة وإهانة الماضي

لا يجب إيذاء المقربين حتى بعد انتهاء العلاقة، أي حتى وهم غير مقربين بعد اليوم، وأول من تنطبق عليها تلك القاعدة هي حبيبتك السابقة أو طليقتك، والبعض ينسى كل شيء عند انتهاء العلاقة، فينسى أن الحبيبة السابقة كانت اختياره الأول فيما مضى، كما ينسى كل لحظة جميلة كانت بينه وزوجته السابقة، فيسمح لنفسه بذكر كل ما هو مشين وسيء عن هذا الماضي، ويتسبب هذا في أذى كبير لهم، وليست تلك من شيم الرجال عزيزي القارئ، يجب احترام الماضي دوما وتقدير الذكريات الطيبة والحب السابق، وتزيد أهمية ذلك عندما يكون هناك أبناء، فعليك على الأقل احترام زوجتك السابقة لكونها أم أبنائك.

إيذاء الوالدين والأبناء

من الطبيعي ذكر الوالدين والأبناء عند الحديث عن إيذاء المقربين، فهؤلاء هم الأقرب من قلوبنا وحياتنا، وتتسم علاقتنا بهم بالديمومة والاستمرار، وللأسف الشديد كثيرا ما يكون إيذاء المقربين من نصيب الوالدين والأبناء، أما ما يخص إيذاء الوالدين فيتمثل في الكثير من الأمور، وإيذاء الوالدين بالذات أمر خاص لحرمته أولا، وثانيا بسبب كبر سن الوالدين وحساسيتهم الطبيعية، فعندما يكبر الأهل تتغير صفاتهم، ربما تزيد عصبيتهم وتتكرر انفعالاتهم، وعندما تبادلهم هذا الانفعال تتسبب لهم في عظيم الأذى، كما يصبح الوالدين أكثر إلحاحا وإصرارا على آرائهم، وإبداء الاستياء منهم وعلامات نفاذ الصبر هو إيذاء لهم بلا شك، كذلك يؤذيهم تجاهلك أو التأفف من أحاديثهم مهما كانت مملة بالنسبة لك، فيجب عليك حينها إبداء الاحترام والتعبير عن الحب ومراعاة السن، ويجب مساعدتهم باللين وبصدر رحب أيضا، والتدقيق في انفعالاتك وتعبيرات وجهك، فأبسط ردود الأفعال قد تكون مؤذية بالنسبة لهم.

وفيما يخص إيذاء المقربين من الأبناء فهناك صورا مختلفة، تتفق جميعها في حجم العلامات التي تتركها في أنفسهم، فعادة ما يحدث إيذاء الأبناء في طفولتهم، يكونون حينها صغارا غير قادرين على فهم كل الأمور، وعادة ما تؤلمهم بشدة بدون قدرة على التعبير عنها، كما أنه يصعب عليهم نسيانها فيما بعد، وكلها أمور بسيطة قد لا تلتفت لها، وأهم تلك الأفعال هو عدم الوفاء بالوعود، فعندما تعد أبنائك بأي شيء، يصبح لزاما عليك الوفاء به، فعادة ما يعلقون الآمال الكبيرة على تلك الوعود، وخذلانك لهم مؤذي للغاية، كما أن خوف الأبناء منك حتى لو كان بسبب التجهم هو إيذاء لهم، وكذلك تكون مؤذيا عندما لا تستمع لهم أو تقلل من قيمة اهتماماتهم، ويؤذيهم أيضا مقارنتهم بالآخرين والإساءة لقدراتهم، ولا يقف إيذاء المقربين عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل عدم منحهم حرية التصرف وتقييد حريتهم والتشكيك في حكاياتهم وعدم الاستماع لهم، لذا يجب التوقف عن هذا الأذى.

إيذاء الأصدقاء

لا شك في مدى قرب الأصدقاء وأهمية علاقة الصداقة، لذا قد يتوجه إيذاء المقربين نحو الأصدقاء منهم، ولا يختلف إيذاء المقربين من الأصدقاء كثيرا عن غيرهم، لكنه لا يكون ملحوظا عادة، فغالبا ما تأخذ علاقات الصداقة طابعا غليظا في التعامل، كما يندر فيها العتاب، وهو ما يؤدي إلى زيادة احتمالية إيذائهم، ففي غمرة المزاح الثقيل المعتاد قد لا نشعر بحجم الإيذاء الذي نصنعه بهم، كما يسهل أن نتنمر بأحد الأصدقاء دون أن ندري، كما قد يكون انشغالنا عنهم في أوقاتهم الصعبة مؤذيا، كذلك فإن عدم تقدير مشاعر الأصدقاء وحساسيتهم تجاه بعض الأمور يؤذيهم، ومن صور إيذاء الأصدقاء أيضا التقليل من أهمية أعمالهم ومواهبهم وكل ما يخصهم، والتعليق السلبي على هيئتهم وأوزانهم والسخرية من تلك الأمور على سبيل المزاح هو أذى واضح وكبير، وعادة ما يتمثل إيذاء المقربين من الأصدقاء في الكلمات، فانتبه عزيزي القارئ من كل ما تقوله لأصدقائك، حتى لا تتسبب في إيذائهم أولا، وكي لا تخسرهم.

كيف تتجنب إيذاء المقربين ؟

إيذاء المقربين كيف تتجنب إيذاء المقربين ؟

يسهل تجنب إيذاء المقربين بعد معرفة الأفعال المؤذية، وقد تحدثنا فيما سبق عن صور إيذاء المقربين من أهل وأصدقاء وزوجة وأبناء، يجب الانتباه لتلك الأفعال المؤذية والتوقف عنها فورا، ويجب الاعتذار عنها أيضا، وبشكل عام فإن مفتاح التوقف عن إيذاء المقربين هو التركيز، فأغلب الأذى الذي نصنعه للمقربين يكون بدون قصد منا أو دراية، والتركيز هو ما يحميك السقوط في هذا البئر السحيق، فيجب التركيز في كل ما يخص هؤلاء المقربين، يجب عليك الانتباه لكل ما تقوله لهم، والتركيز على ما يشعرون به، ومعرفة ما يحزنهم وما يسعدهم، وبناء جسر من الثقة والتفاهم يسمح لهم بالتعبير الآمن والصريح عما يؤذيهم، يسهل عليك هذا مهمة التوقف عن إيذاء المقربين بدون قصد، فالصراحة والوضوح هي ما تمنحهم الفرصة للتعبير وتتيح لك الانتباه لأفعالك، وأثرها عليهم، فالتركيز والانتباه وبناء المساحة الآمنة للتفاهم والتعبير عن المشاعر هي أسلحتك لمواجهة إيذاء المقربين بدون قصد.

في النهاية يظل إيذاء المقربين أمر مؤسف، فهم لا يستحقون الأذى، كما أنه يتسبب لهم في صدمات كبرى، فهو آخر ما يتوقعونه، والأسوأ عندما نتسبب في إيذاء المقربين بدون قصد، فيمثل هذا عدم الاهتمام بمشاعرهم، وعدم منحهم الوقت والتركيز الكافي لفهمهم، وإذا تأملنا أي صورة من صور إيذاء المقربين سنجد أنها في جوهرها عدم فهم للمقربين وعدم تقديرهم، فعندما تسخر من شيء موضع ألم لزوجتك أو صديقك تكون مؤذيا، ولا أحد يفعل ذلك بدون قصد إلا عندما يكون فظا قليل الفهم، فمن يهتم بزوجته يعرف جيدا ما يضايقها ويسبب لها الألم، وهكذا مع الجميع، لذا يسهل عليك التوقف عن إيذاء المقربين بدون قصد، يمكنك ذلك بالتركيز فقط، التركيز هو ما يجعلك منتبها لمشاعر الآخرين وآرائهم، يجعلك تلاحظ توقعاتهم وما ينتظرونه منك، ويجعلك محبوبا من الجميع.

الكاتب: أحمد ياسر

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

تسعة + 17 =