تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » إكمال علاقة فاشلة : لماذا يفضل البعض الاستمرار في الحب ؟

إكمال علاقة فاشلة : لماذا يفضل البعض الاستمرار في الحب ؟

رغم أن بعض العلاقات تسبب الألم للطرفين، إلا أنه في بعض الحالات يجد الطرفين نفسهما مدفوعين لإكمال العلاقة، كيف يتم إكمال علاقة فاشلة ؟ هذا ما نجيب عليه.

إكمال علاقة فاشلة

في كثير من الأحيان نجد أنفسنا مدفوعين نحو إكمال علاقة فاشلة لا أمل فيها ولا يوجد أي شغف نحو استكمالها أو الاستمرار فيها ولكن رغم ذلك لا نملك الشجاعة اللازمة لإنهائها أو التعامل معها بالحسم والصرامة اللازمة لوضعها عند مفترق الطرق إما تصحيح مسارها وعدل كفة ميزانها وإما هدمها من أساسه، ولا ريب أن هذه العلاقات تكون مرهقة ولا يوجد فيها أي شيء يجبرك على البقاء فيها ورغم ذلك تجد نفسك مقيدًا إليها لا تستطيع الفكاك، ولعلنا في السطور القادمة سوف نتعرض للبحث في أسباب هذه الظاهرة الغريبة والتي نجدنا جميعًا أحيانًا نفس موقفها، وإليك أبرز الأسباب التي تدفعك نحو إكمال علاقة فاشلة ولا تتمكن من الفكاك منها:

أسباب إكمال علاقة فاشلة بين طرفين

الأمل في حدوث معجزة

من الأسباب التي تدفعنا إلى إكمال علاقة فاشلة، أن يكون لدينا أمل في حدوث معجزة تتسبب في تغير الطرف الآخر وعودة الروح والمحبة والمودة والرحمة للعلاقة من جديد، وأن تعود المشاعر ملتهبة متقدة كما كانت من قبل، والأمل هذا قد يكون بلا أي مبررات على الإطلاق، وبلا أي دلائل على حدوث هذا التغيير، بل إنه قد يكون هناك دلائل على العكس وهو أن الأمور ستسوء أكثر وأكثر، ولذلك نقول أن هناك أمل في حدوث معجزة تجعل الأمور تتغير وتجعل من الطرف الآخر شخص محب وعطوف وتعيد الحرارة والمشاعر والأحاسيس إلى العلاقة وتطرد الملل والفتور، ووقود هذا السبب المؤدي إلى إكمال علاقة فاشلة، الصبر دون أجل مسمى.. الصبر حتى تحدث المعجزة ويتغير الطرف الآخر، أو ننتهي نحن أنفسنا، ولكن لا نقدر على إنهاء العلاقة.

الخوف من الوحدة

أحيانًا يكون الخوف من الوحدة، وتفضيل أن نكون في علاقة فاترة مملة لا مشاعر فيها ولا عواطف تمر برتابة قاتلة، وروتين سخيف على أن نكون بمفردنا، ونتحمل الإيذاء الذي تسببه هذه العلاقة والإرهاق الذهني والعصبي والضغط الناجم عنها ورغم ذلك لا نمتلك الشجاعة الكافية للتعامل بحسم وإنهاء هذه العلاقة أو حتى إثارة التساؤل حول مصيرها، ولعل الخوف من الوحدة هو أبرز أسباب إكمال علاقة فاشلة والاستمرار فيها، حيث أن هناك خوف مرضي لدى العديد من الأشخاص من الوحدة، ومجرد وجودهم في علاقة.. أي علاقة، مهما كانت سيئة وتفتقر للحد الأدنى من العاطفة والتقدير يمنحهم شعورًا خفيًا بالطمأنينة، ويدفعهم أيضًا إلى إكمال علاقة فاشلة لا أمل فيها ألبتة.

ضغوط الأهل والمجتمع

أحيانًا يكون الدافع نحو إكمال علاقة فاشلة خارجي، أي أننا نمتلك من الشجاعة والصدق مع أنفسنا أن نقرر أن مصير هذه العلاقة هو الانتهاء إن آجلاً أو عاجلاً بسبب تفريغها من معناها وخلوها من مقومات العلاقات الناجحة وفتور كل ما يمكن أن يمنحها صلاحية أن نطلق عليها مسمى علاقة من الأساس، ولكن رغم ذلك نجد أنفسنا مدفوعين لإكمال العلاقة بسبب ضغوط من الأهل علينا خصوصًا وإن كانت هذه العلاقة رسمية أي خطوبة أو زواج، أيضًا الخوف من فشل العلاقة أمام المجتمع وبالتالي تتعرض للتظاهر بالتعاطف معك والتعرض لموجة من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي ستثار حولك وستجد نفسك أخيرًا، لا تجد غير إكمال علاقة فاشلة لا أمل فيها ولا نور في نهاية نفقها المظلم الذي دخلت فيه لدرجة أنك لا تذكر متى شهدت يومًا جميلاً مختلفًا مميزًا في هذه العلاقة.

الاعتياد

ربما جملة “لا أستطيع العيش بدونه” أكثر الجمل التي تدفعنا إلى إكمال علاقة فاشلة، فلا ريب أن الاعتياد المرضي وخصوصًا بعد مرور عدة سنوات على العلاقة يجعل مجرد التفكير في إنهائها غير مقبول، أو أنك لا تستطيع أن تتصور حياتك مطلقًا بدون هذا الشخص، كيف لا تستيقظ صباحًا على صوته حتى ولو بـ”صباح الخير” روتينية ليس فيها أي شعور على الإطلاق كيف ستنهي يومك دون أن تطمئن عليه كيف تفكر في السفر أو تجربة شيء جديد دون أن يخطر على بالك، كيف ستمضي في يومك دون أن تشعر أنه موجود في الخلفية وأنك تستطيع الاتصال به وقت الوقوع في مشكلة ومن واجبه دومًا إجابتك على الفور، ومحاول حل هذه المشكلة؟

إن الاعتياد هي آفة كل العلاقات والسوس الذي ينخر في أعمارنا ليجبرنا على تمرير السنوات مستمرين في إكمال علاقة فاشلة لا أمل فيها ولا حتى رؤية مستقبلية لتطورها ورغم ذلك نجد أنفسنا منخرطين فيها لا نستطيع الفكاك منها ولا الفرار ولا حتى وضع نقطة نظام ومحاولة العمل بأسلوب مختلف!

لذلك إذا كنت في علاقة فاشلة تمامًا ترهقك وتستنزفك وتستنفذ منك كل طاقتك لمواصلة الحياة ولا تستطيع إنهاءها بدافع الاعتياد فقط وعدم تصور حياتك بدون هذا الشخص فثق تمامًا أنك ستكتشف أن وجوده كان متهاوي في حياتك وأنك تستطيع العيش بدون بأفضل صورة، ربما ستتعب قليلاً في البداية ولكن كالجراحة التي لابد أن تستأصل الورم لابد أنها ستؤلم بعض الشيء ربما أكثر من ألم الورم ذاته ولكن ألم ضروري وسريع وناجز سيريحك بقية عمرك، أقبل على الخطوة وتحلى بالشجاعة.

الذكريات

لا ريب أن وجود ذكريات من الماضي بينك وبين هذا الشخص يجعلك دومًا خائفًا من إنهاء العلاقة ومجبرًا على إكمال علاقة فاشلة، لثقتك أن هذه الذكريات الجميلة واللحظات التي جمعتكما تستحق أن تستمر معها في هذه العلاقة المرهقة التي لا تجد فيها سوى الاستنزاف والفتور والملل ووجودها مثل عدمه وأن العلاقة قد فقدت صلاحيتها للاستمرار ولكنك رغم ذلك تبقي عليها احترامًا للذكريات التي حدثت بينكم ليس إلا، وهذا بالطبع ما لا يمكن تصوره أن تبقي على علاقة بهذا الشكل فقط لأن هناك بعض الذكريات الجميلة التي حدثت ولا زلت تعيش على أطلالها حتى الآن ويجبرك ذلك على إكمال علاقة فاشلة حتى النهاية رغم كل ما تسببه لك من أذى وألم.

الخوف من انهيار الطرف الآخر

أحيانًا لا يكون لدينا مشكلة في إنهاء علاقة مرهقة تفتقر للعاطفة والشعور اللازمين لاستمرار العلاقة ويكون لدينا الصدق اللازم للاعتراف أننا مستمرون في إكمال علاقة فاشلة ويكون لدينا الشجاعة لإنهائها دون غضاضة، ولكن للأسف الخوف يكون على الطرف الآخر المتعلق بنا بشدة، وأنه حتى وإن أصبحت العلاقة مستمرة دون أي شغف يغلفها أو مشاعر ملتهبة أو أحاسيس حارة فإنه رغم ذلك الانفصال سوف يؤثر عليه جدًا بالسلب ويجعله ينهار وبالتالي سيشعرنا نحن بالذنب لأننا قررنا بأنانية إنهاء العلاقة دون الاكتراث لما سيصنع به ذلك وهو تدميره أو التسبب في انهياره، مما يجعلنا نشعر بالذنب وبتأنيب الضمير، لذلك من أسباب إكمال علاقة فاشلة هو خوفنا من انهيار الطرف الآخر وإشفاقنا عليه من المصير الذي سيلقاه إن أنهينا العلاقة.

شعورك أنه لن تجد شخصًا يفهمك مثله

حسنًا ما سبق وتحدثنا عنه من الاعتياد ومرور السنوات سيجعلك تتوهم أنك لن تجد شخصًا عرفك عبر كل هذه المدة مثلما فعل وأنك لن تدخل في علاقة مع شخص جديد تتعرف عليه من جديد وبالطبع لن تظل بمفردك وبالتالي ستُجبر على إكمال علاقة فاشلة فقط من أجل الشعور الملازم لك أنك لن تجد شخصًا يعرفك جيدًا ويفهمك مثله، وبالتالي ستضطر البقاء على هذا الوضع لا تستطيع تغييره ولن تستطيع أيضًا إنقاذ نفسك من هذه العلاقة ولذلك إليك نصيحة: أنك عليك أن تتخلص حالاً من كل هذه الأوهام لأن فهم شخص أو معرفته لا تحسب بعدد السنين بل بالتفاهم وباتفاق الأرواح وبالوصال الوجداني بين الأشخاص، وربما شخص تعرفه منذ شهر يعرفك أكثر من شخص يعرفك منذ الطفولة، لذلك لا تجعل هذا الوهم يأكلك ويمنعك من الاستمتاع بالحياة ويسجنك في علاقة مرهقة صعبة بلا مشاعر أو عواطف وتجد نفسك في النهاية نادمًا على إكمال علاقة فاشلة ولم تعي لهذا مبكرًا.

لعب دور الضحية والتمادي فيه

هناك من يضطر إلى إكمال علاقة فاشلة من أجل فقط استعذابه لدور الضحية واستمتاعه بشعوره بالاضطهاد وأنه يضحي ويأتي على نفسه ويقيد أصابعه العشر شموعًا للطرف الآخر وأنه يستمر معه في هذه العلاقة من أجل فقط أنه يضحي من أجله ويضحي بسعادته وبحياته بأكملها، هناك فقط من يعيش هذا الدور حتى يصدقه، رجاءً إن كنت تعيش هذا الدور وصدقته.. اخرج منه فورًا.. كل شخص يبحث عن راحته، وإن كنتما لا تمنحان بعضكما الراحة أو الطمأنينة بنفس القدر فهذه العلاقة عدم وجودها أفضل من استمرارها، ويجب عليك الفرار منها فورًا والنفاذ بجلدك.

الشعور بأن الوقت قد فات لإنهاء العلاقة

طبعًا هذه من الخرافات أيضًا أن من يجد نفسه سائرًا في إكمال علاقة فاشلة يتوهم أن الوقت قد فات وأنه كان لابد أن يعي من البداية أن هذه العلاقة فاشلة وحري به أن لا يستمر فيها أكثر من ذلك، ولكن الآن بعد مرور عدة سنوات فليس لديه سوى الاستسلام لهذه العلاقة والمضي فيها وعدم التفكير في إنهائها، لأن العمر قد فات والسنوات قد مرت ولا داعي للإقدام على خطوة قد تنطوي على الحماقة، ولكن يجب أن نعيش حياتنا حتى آخر لحظة في عمرنا ولا نضيع ما تبقى من حياتنا تحت دعوى أن الوقت يمر.. لأننا لا نعلم كم سنعيش ومتى ستنتهي حياتنا، كل ما نعلمه أننا نعيش الآن ولا يمكن أن نرضى عن وضع غير مريح على الإطلاق.

إذا كانت علاقة زوجية ونتج عنها أطفال

من الأشياء التي تجبرنا على إكمال علاقة فاشلة هو أن نكون متزوجين وتنتاب العلاقة الزوجية الملل والفتور ولكن للأسف نتج عن هذه الزيجة أطفال وبالتالي نضطر للاستمرار في هذا الزواج كي لا يتشرد الأطفال وهنا لا يسعنا أبدًا أن نقدم نصيحة الإقدام على إنهاء الزيجة حتى مع وجود أطفال، بل الواجب التفكير في مصلحتهم أولاً خصوصًا إن كانوا لا زالوا صغارًا لم يبلغوا سن الرشد بعد ويحتاجون لرعاية الأب والأم معًا، وعنايتهم بها، والتضحية بسعادتنا من أجل أطفالنا أمر واجب علينا لا شك.

كل العلاقات بها مشكلات

أحيانًا تفكر أن كل العلاقات بها مشكلات وبها نقص تفاهم، حسنًا هنا يجب أن نفرق بين نوعين، علاقة بها مشاكل ونقص في التفاهم ولكن بها تقدير واحترام ومشاعر فياضة، وعلاقة ليس بها أي شيء.. بل هي فاشلة ولا يوجد داعي مطلقًا للاستمرار فيها، وفي هذه اللحظة.. يجب أن تتخلص من المشكلات وتنهي هذه العلاقة فورًا.

خاتمة

لا ريب أن هناك سحب من رصيد السلام الداخلي لديك عند كل مشكلة أو كل أزمة أو كل نقاش تنتهيان فيه إلى أنكما غير متفاهمان بالمرة وأنكما تستمران بإصرار عجيب على إكمال علاقة فاشلة وبالتالي يجب أن يتكلم أحدكما ويقول أن هذه العلاقة فاشلة ويجب إنهاءها على الفور.

محمد رشوان

أضف تعليق

2 − 1 =