تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » التدخين والمخدرات » أضرار الشيشة : كيف يضر تدخين الشيشة الصحة ويدمرها؟

أضرار الشيشة : كيف يضر تدخين الشيشة الصحة ويدمرها؟

الشيشة ظاهرة من الظواهر السلبية التي اجتاحت المجتمعات العربية بسبب الفراغ والبطالة وكثرة ارتياد المقاهي. وبالتالي وجب الحديث عن أضرار الشيشة الجسيمة.

أضرار الشيشة

أضرار الشيشة تمثل إحدى الموضوعات الملحة في مجتمعاتنا العربية لما باتت الشيشة تمثله من ظاهرة آخذة في الاتساع والانتشار فيها. وبالرغم مما تمثله الشيشة “النرجيلة” من وقت ممتع يتم إمضاءه بصحبة الأصدقاء على المقاهي مخلوطة بأنفاس الشيشة مع كل شهيق وزفير، إلا أن هذا الوقت الممتع له من وخيم العقبات ما ينبغي لفت الأنظار إليه والتحذير منه، لئلا نقع فرائس الندم حيث لا ينفع، ولئلا نكون قد قصرنا في ذوات أنفسنا حيث هي لا تستحق منا هذا التقصير.

ما هي أضرار الشيشة ؟وهل هي فعلاً أخف من السجائر؟

أضرار الشيشة الأساسية

الشيشة السادة سواء كانت تحت أي مسمى (قصّ أو سلوم أو أيا يكن)، هي الأساس والأصل الذي تتفرع عنه باقي أنواع الشيشة الأخرى الممزوجة بالمنكهات المختلفة. كما أن أضرار الشيشة السادة هي الأساس لكل أضرار الأنواع الأخرى، وما أضرار الأنواع الأخرى من الشيشات إلا إضافة إلى أضرار الشيشة الأساسية.. السادة.

أضرار الشيشة على صحة الفم والأسنان

تثبت الدراسات التي تناولت أضرار الشيشة أن ثمة علاقة بين عادة تدخين الشيشة أو السجائر وأمراض اللثة. فهذه الدراسات تبين أن أضرار الشيشة تطال صحة الفم والأسنان أيضا. وفي إحدى هذه الدراسات تم فحص 262 فردا تم تقسيمهم إلى مجموعات عدة من مدخني السجائر ومدخني الشيشة، وتم فحص من ثم أمراض اللثة وصحة الفم والتسوس. وخرجت النتائج لتبين أن خطر الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان يزداد لدى مدخني الشيشة عن غير المدخنين بمعدل خمس مرات، كما بينت ذات النتائج أن خطر الإصابة بنفس الأمراض لدى مدخني السجائر يزداد عن غير المدخنين بمعدل أربع مرات.

الأضرار السرطانية للشيشة

في بعض الأحيان يكتب على علبة المعسل التي تباع للمستهلك أنها تحتوي على 0.0% من مادة TAR أو القطران، وهي مادة مسرطنة، الأمر الذي يعد من قبيل التضليل للمستهلك الواعي باستخدام هذه المادة في صناعة تبغ المعسل والواعي بخطورتها، ذلك أن ثمة دراسة أجراها باحثون في الجامعة الأمريكية ببيروت تستهدف فحص وتحليِل المواد الداخلة في صناعة تبغ معسل الشيشة، هذه الدراسة أظهرت أن ثمة كميات كبيرة من مادة القطران TAR داخلة في مكونات هذا التبغ، هذا بالإضافة إلى العديد من المعادن الثقيلة ومركب النيكوتين في الدخان المنبعث من أنفاس الشيشة.

أضرار الشيشة على صحة الحوامل

وجدت الأبحاث التي تناولت أضرار الشيشة تأثيرات سلبية لها على الحمل، تطال هذه التأثيرات صحة الجنين أيضا كما تطال صحة الأم. إذ وجدت هذه الدراسات اتصالا واضحا بين تدخين النساء الحوامل للشيشة وانخفاض وزن المولود عند ولادته عن المعدل الطبيعي، مما يؤثر سلبا على التطور الطبيعي للطفل في صورة صحية وسليمة. كما وجدت الدراسات أيضا أن أغلب الأطفال الذين كانت أمهاتهم يدخنّ الشيشة أثناء حملنهن فيهم، عانوا من ضيق في التنفس.

بعض أضرار الشيشة الأخرى

تذكر الجهات المعنية بمكافحة الأمراض والعناية بالمستهلك أن التبغ المستخدم في صناعة معسل الشيشة لا يخضع لمراقبة وزارة الصحة، ومن ثم فإن أيا من مدخني الشيشة لا يعرف أي مواد تدخل إلى جسده. لكن المواد الأساسية المؤكد دخولها إلى جسمه تحتوي على النيكوتين بالإضافة إلى عشرات المواد الأخرى التي تسبب السرطانات باختلافها، وليست مادة الTAR أو القطران سالفة الذكر سوى واحدة منها.

بالإضافة إلى ما تقدم، فإن الدراسات التي تناولت أضرار الشيشة وجدت أيضا أضرارا تلحق بأجهزة حيوية في جسم المدخن لها: فقد تم العثور على نسب عالية من مركب أول أكسيد الكربون في الدم لدى مدخني الشيشة، وأول أكسيد الكربون CO في الدم من شأنه الإضرار بإمدادات الأوكسجين إلى كافة أنسجة الجسم، وهذا الإضرار بهذه الوظيفة للدم من شأنه زيادة خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وأمراض القلب… كما أنه يضر باللياقة البدنية التي يبتغيها الكثير من مدخني الشيشة.

كما تضيف الأبحاث أيضا أضرارا أخرى تلحق بمدخني الشيشة على المدى البعيد، من بينها أمراض الانسداد الرئوي المزمن. وأمراض من قبيل سرطان اللثة والشفاة والرئة والمثانة، والتي يمكن أن تتسبب فيها مواد داخلة في تبغ الشيشة مثل البنزوبيرين والزرنيخ والقطران والكروم والرصاص.

بالإضافة لكل ما سبق، فإن من شأن انتقال ليّ الشيشة من فم إلى آخر في المقاهي أن يؤدي إلى تعريض هؤلاء المتناقلين لها لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية، مثل مرض السل، هربس الشفاه، كثرة الوحيدات العدوائية. كما أنهم معرضون _بحكم تبادل لمس الشيشة_ لخطر الإصابة بالعديد من أمراض الجلد على أصابع اليد الممسكة بالشيشة، وعلى رأسهم مرض الأكزيما.

كذلك من أضرار الشيشة المعروفة، هو أنها بما تحتويه من مادة النيكوتين؛ فإنها تُخضِع المدخنين لها لاحتمالية كبيرة لإدمانها. كذلك فإنها تضر أحيانا بنظام تخثر الدم داخل الجسم.

معتقدات خاطئة تروج حول الشيشة

يعتقد بعض مدخني شيشة الفواكه بعدم ضررها؛ نظرا لظنهم أن الخليط الداخل في صناعة المعسل ما هو إلا محض فواكه مجففة بطريقة ما!

يعتقد كذلك بعض مدخني الشيشة بأن المواد الضارة الداخلة في صناعة التبغ يتم تصفيتها وفلترتها عند مرورها خلال الماء قبل أن تصل إلى الماسورة التي تخترقه. لكن في حقيقة الأمر أن كل ما يقوم بفعله هذا الماء ليس منع الأضرار وإنما ترطيب أنفاس الشيشة لتخفيف حدة الشعور بعدم الراحة الذي يصيب الحلق أثناء التدخين، وربما مرجع هذا الاعتقاد الخاطئ هو عقد المقارنة بين تدخين الشيشة وتدخين السجائر وما تخلفه الأخيرة من شعور بالتهيج في الحلق؛ مما يعطي انطباعا بضرر أعلى للسجائر عن الشيشة… وهذا بعكس الحقيقة.

يعتقد أغلب مدخني الشيشة أن ما يسمى “المبسم” الذي يأتيهم من قبل الشياش مغلفا بكيس بلاستيكي، والذي يتم تلبيسه لطرف الليّ الذي يوضع في الفم، يعتقدون خطئا أن بإمكانه حمايتهم من الأمراض المعدية التي يمكن تناقلها بسبب تناقل هذا اللي من فم لآخر، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، فخطر عدوى الأمراض المتناقلة بين المدخنين الذين يترددون على المقاهي لا يزال قائما حتى بعد تلبيس المبسم لفوهة ليّ الشيشة.

بين أضرار الشيشة وأضرار السجائر

يدور سؤال على درجة من الأهمية لكل من المدخنين وغير المدخنين: أيهما أخف ضررا، الشيشة أم السجائر؟ وقد جاءت الإجابة عن هذا السؤال بشكل متفرق خلال هذا المقال. فواضح أن للشيشة أضرار أشد خطرا من السجائر، من حيث قدرتها على التسبب في أمراض الفم واللثة والأسنان، وكذلك في التسبب في أمراض السرطان بأنواعه المختلفة. غير أن هذه الاختلافات التي تميز أضرار الشيشة عن السجائر هي اختلاف في درجة الضرر لا في نوعه، فهي أعلى درجة في الإضرار من السجائر. لكن ثمة اختلافا نوعيا يميز أضرار الشيشة عن أضرار السجائر، ألا وهو الأمراض المعدية مثل (السل والأكزيما وهربس الشفاه)، والتي يتسبب فيها انتقال الشيشة بين الأيادي والأفواه المختلفة في المقاهي والأماكن العامة، وهذا الانتقال تنفرد به الشيشة دون السجائر، بالرغم من اشتراك بعض الأفراد في سجارة واحدة، ولكن حدوث هذا يتم في أضيق الحدود وفي ظروف نادرة لا تمثل ظاهرة مثل ما تمثله الشيشة.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

ثمانية عشر − إحدى عشر =