تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتجنب أسباب آلام العظام ؟ وكيف تعالجه إذا حدث؟

كيف تتجنب أسباب آلام العظام ؟ وكيف تعالجه إذا حدث؟

أهم أسباب آلام العظام وأهم أعراضها وأكثر الأشخاص عُرضة للإصابة بها في مراحل ومواقف حياتهم المُختلفة، وكيف يُمكنك علاج آلام العظام والمفاصل بالأدوية والأعشاب الطبيعية، بالإضافة إلى أهم أسباب وأعراض آلام العظام عند الأطفال والحامل.

آلام العظام

تُعد آلام العظام من أشد الآلام التي يُعاني منها الإنسان في مُختلف مراحله العُمرية وأكثرها شيوعًا، ولآلام العظام مُسببات عدة تختلف من حالة مرضية لأخرى كما تختلف أعراضها مواضعها وسبل علاجها. وللتعرف على مزيد من المعلومات حول آلام العظام أسبابها أعراضها وسُبل علاجها، تابعوا معنا الموضوع التالي.

آلام العظام عند الأطفال

ترتبط آلام العظام عند الأطفال إلى حد كبير باعتلالات تُصيب المفاصل وتنتقل إلى العظام أو العكس، ويحدث ذلك لأسباب عديدة نذكر منها:

  • التهاب العظام أو ما يُعرف بالتهاب صفائح النمو “النُقى” أو التهاب المفاصل الإنتاني الناتج عن انتشار التهاب العظام ووصوله للمفاصل القريبة مما يُسبب آلام العظام في منطقة الالتهاب. ويحدث ذلك نتيجة عدوى جرثومية في صورة جيوب صديدية تُصيب الهيكل العظمي للطفل في سنوات طفولته المُتأخرة أو تصيب المفاصل في السنوات الأولى من عمره وتؤثر على عظامه، وتظهر عدوى العظام والمفاصل في صورة آلام العظام التي تُصيب الطفل في أحد أطرافه وتسبب ثِقل في حركة الطرف وظهور عرج أثناء الحركة مع حمى وشعور عام بالإعياء.
  • التهاب المفاصل الروماتيزمي أو خلل الأوعية الدموية في الفخذين أو الأمراض المفصلية عامةً والتي تتسبب في آلام العظام والمفاصل بشكل غير مُحتمل. الشروخ والكسور الدقيقة التي تُصيب عظام الطفل ولا يتم الكشف عنها بسهولة والتي إن تُركت دون تجبير وعناية تتسبّب في إصابة الطفل بتشوهات عظمية خطيرة، وتكون آلام العظام الناتجة عنها في حينها هي أخف ما يُمكن أن يُعانيه الطفل. تشوهات العظام لدى الأطفال كتقوس الظهر أو الساقين أو عيوب خلقية في بناء وتكوين الهيكل العظمي والتي تتسبّب في مُعاناة الأطفال من آلام العظام الشديدة.

آلام العظام عند الحامل

نتيجة للتغييرات الهرمونية التي تحدث للمرأة خلال فترة الحمل وتأثيرها على شكل الجسم وصحة وأداء أعضائه لوظائفها الحيوية بشكل مُنضبط تتوفر عدة مُسببات لآلام العظام عند السيدات الحوامل نذكر منها:

  • آلام العظام والمفاصل الناتجة عن زيادة وزن الأم والجنين خلال فترة الحمل خاصةً إن صاحبها تراخي آني في أنسجة العظام وأربطة المفاصل ناتج عن التغيرات الهرمونية، أو مُسبق في حال كانت السيدة من البداية تُعاني من هذا الارتخاء ما ينتج عنه إصابات خطيرة مُحتملة في العظام. آلام العظام الناتجة عن انتفاخات في أنسجتها الرخوة خلال الشهرين الأخيرين من الحمل تحديدًا ما يترتب عنه الإصابة بمُتلازمة النفق الرسغي في 80% من الحالات. وآلام العظام في منطقة أسفل الظهر الناتجة عن آلام مُزمنة مُسبقة أو الحمل المُتكرر مع زيادة سن المرأة عن متوسط سن الإنجاب الآمن، أو الإصابة بانزلاق غضروفي في إحدى فقرات أسفل الظهر.
  • آلام العظام بسيطة السبب كتلك الناتجة عن الإرهاق وزيادة المجهود البدني مع متاعب الحمل المعروفة وهي آلام غالبًا ما تنتهي بالحصول على قسط من الراحة، وعادةً ما تتركز هذه الآلام في منطقة الأرداف أو المنطقة الأمامية أو الخلفية من أحد أو كلا الفخذين قد يُصاحبها خدر وحرقة. وتزداد آلام العظام لدى الحوامل بإتباع تصرفات غذائية أو حياتية الخاطئة، كتناول طعام غير صحي يُسبّب زيادة غير مرغوبة في الوزن ويفتقر إلى الكالسيوم وفيتامين د مع عدم التعرض لشمس العصاري التي تمنح الحامل القدر الكافي من فيتامين د أو حتى تناوله في صورة مُكمّل غذائي مما يُعزّز امتصاص جسمها للكالسيوم وبالتالي منح جنينها احتياجاته دون الانتقاص من احتياجات جسمها، مع إهمال تناول كميات كافية من المياه حيث؛ يُمثل الماء جزء هام من تركيب العظام مما ينتج عنه آلام العظام المُزعجة خلال الحمل.
  • آلام العظام والمفاصل في الظهر والركبتين والكعبين والناتجة عن ارتداء أحذية غير مُريحة، أو الإفراط في قيادة السيارة أو حمل أشياء ثقيلة مما يؤثر على عظام وعضلات الكتفين والظهر والرقبة، إتباع وضعية نوم ثابتة لا تتغير.

آلام العظام بعد الولادة

في نصف الحالات تستمر مُضاعفات آلام العظام خلال فترة الحمل لما بعد الولادة، إذ يظل تأثير ارتخاء العضلات في مناطق كالبطن والظهر وزيادة الوزن قائمًا ويتطلب بعض الوقت حتى يزول. وفي بعض الحالات الأخرى ونتيجة لإعادة تشكيل الهرمونات لوضعها ومُعدلاتها الجديدة بعد الولادة يحتجز الجسم سوائله الزائدة ولا يُخرجها مما ينتج عنه تورم الأصابع وزيادة الضغط على أعصابها وحدوث آلام مُبرحة فيها تستمر لأشهر حتى تبدأ هرمونات المرأة تنضبط وينضبط معها معدلات سوائل الجسم.

وفي حال لم تكن الأم تحصل على كفايتها من الكالسيوم والحديد وفيتامين د في صورة غذاء أو مُكملات دوائية خلال فترة الحمل فتستمر آلام العظام لما بعد الولادة وتحديدًا في مناطق الظهر والحوض حتى تضبط الأم نسبة الفيتامينات والمعادن في جسمها وتُعالج نقصها ومُضاعفاته. هذا إلى جانب الإجهاد الزائد للعظام والعضلات والمفاصل نتيجة الأعمال المنزلية الشاقة ورعاية الصغير وقلة ساعات النوم والراحة قبل التعافي بشكل تام من إجهاد الحمل والولادة خاصةً إن ارتبطت بجرح قيصري أو مُضاعفات، وعادةً ما تُصيب الآلام في هذه الحالة منطقة قاع الحوض.

آلام العظام أثناء النوم

ترجع آلام العظام أثناء النوم والتي عادةً ما توقظك من النوم من شدتها أو تمنعه عنك أو على أبسط الأحوال تجعلك تستيقظ والألم مُنتشر في عظامك وكأنك كنت تخوض معركة إلى عدة عوامل وأسباب نذكر منها:

  • الإصابة بالنقرس أو النقرس الكاذب والتي تجعلك تشعر بآلام مُبرحة في الكعبين وأصابع القدمين قد تمنع عنك النوم ليلًا أو توقظك منها. إصابة الأطفال بما يُعرف طبيًا باسم ألم الأطراف الليلي المُعاود أو ما يُطلق عليه مجازًا اسم آلام النمو رغم عدم ارتباطه فعليًا بعملية نمو الطفل، وعادةً ما يرتبط هذا الألم بساقي الطفل في مرحلة عمرية مُحددة تتراوح بين سن الثلاث وحتى الإثنا عشر عامًا. آلام العظام الناتجة عن الإصابة بالهشاشة أو اللين في العظام، التهاب جراب المفاصل أو التهاب أحد أوتارها، الإصابة بما يُعرف بعرق النسا أو التهاب أعصاب الورك والتي تُسبب آلام العظام بُدءًا من أسفل الظهر وحتى خلف الفخذين وأسفل الركبتين.
  • آلام العظام الناتجة عن إتباع وضعية نوم غير مُريحة كالنوم في وضعية خاطئة كالنوم على البطن أو على جانب واحد لفترات طويلة أو بشكل دائم، النوم على فراش ووسائد مُتعددة أو غير مُريحة مما يُسبّب آلام في الظهر والرقبة. وحسب ما أكدته دراسة بريطانية حديثة فإن آلام العظام الناتجة عن الالتهابات عادةً ما تهدأ أثناء النوم بسبب زيادة في إفراز بروتين الكربتوكروم المسئول عن مقاومة الالتهابات، ولكن مع الاستيقاظ تعود نسب هذا البروتين لمعدلاتها الطبيعية أو أقل إن كان هناك سبب مرضي لذلك مما ينتج عنه الشعور بآلام المفاصل والعظام عند البدء في الحركة صباحًا.

علاج آلام العظام

يعتمد علاج آلام العظام على معرفة السبب وتشخيصه من قِبل الطبيب إما من خلال الفحص السريري أو فحوصات الدم وإثبات وجود أجسام مناعية مُضادة لأحد أنواع التهابات العظام أو المفاصل، وكذلك التصوير الإشعاعي الذي يكشف عن وجود كسور أو مُضاعفات لأحد أمراض العظام.

ويعتمد علاج آلام العظام في الحالات البسيطة عادةً على إتباع وضعية نوم سليمة مع استخدام أسّرة ووسائد مُريحة، تجنب النوم على البطن أو الإجهاد البدني الشاق مع الحصول على قسط جيد من الراحة والنوم خاصةً في حال الشعور بالألم ودهان كريم مُسكّن لآلام العظام. الاهتمام بتجبير الكسور حسب تعليمات الطبيب مع مُراجعة الطبيب في حال الشك في إصابة الطفل بأي عدوى جرثومية أو آلام أو تشوهات عظمية أو مفصلية، والعمل على علاجها وتقويمها مع الاهتمام بعلاج وتعقيم الجروح كي لا تنتقل الميكروبات منها لتُصيب العظام. وعلى المرأة الحامل أن تهتم بتناول الغذاء الصحي السليم الغني بالفيتامينات والمعادن وخاصةً الحديد والكالسيوم وفيتامين د أو تناولهم كأقراص إن لزم الأمر، مع تجنب الإجهاد وزيادة الوزن المفرطة بممارسة رياضة خفيفة تناسب وضعها.

كما تحتاج المُرضعة لنفس نصائح المرأة الحامل بخصوص الاستمرار في تناول النظام الغذائي الصحي ومعالجة نقص الفيتامينات والمعادن بالجسم جنبًا إلى جنب مع ممارسة تمارين تقوية العضلات للظهر والبطن تدريجيًا بعد مرور فترة النفاس مع ارتداء المشّد الطبي لمنع تراخي عضلات البطن، تجنب الإجهاد والوقوف لفترات طويلة أو وضعيات الجلوس والنوم الثابتة أو الخاطئة مع تجنب الوضعيات الخاطئة والمؤلمة أثناء عملية الرضاعة، استخدام مراهم لتدليك الظهر بعد حمام من الماء الدافئ لفك تشنج العضلات ومقاومة آلامها، استشارة الطبيب في حال طال الألم أكثر من بضعة أشهر بعد الولادة أو أصبح غير مُحتمل. الاهتمام بإجراء فحص معملي لمستويات الكالسيوم وفيتامين د في الجسم في مختلف الفئات العمرية مع ضرورة تعويض النقص بهما لتجنب آلام العظام وهشاشتها. قد تتطلب حالات الالتهاب الجرثومي تناول مضادات للالتهاب ومُضادات حيوية لتخفيف الألم ومحاصرة الميكروب المُسبّب له والقضاء عليه، وهو ما يتطلب الخضوع لكشف طبي مُبكر في حال الشعور بأي ألم مُتكرر وغير مُحتمل في عظام ومفاصل الجسم مهما كان سببه وعلاجه؛ فكلما سارعنا بالعلاج كان الشفاء أسرع وتجنبنا المُضاعفات وتجنبنا الوصول لمراحل مرضية لا شفاء منها.

علاج آلام العظام والمفاصل بالأعشاب

يُفضّل البعض التداوي من آلام العظام بالطب البديل جنبًا إلى جنب مع العلاج الدوائي أو بدونه مع العلم أن التداوي بالأعشاب لا يُغني مُطلقًا عن العلاج الذي يصفه الطبيب، ولكن وفقًا لدراسة خواص بعض الأعشاب وتجارب بعض المرضى تم التوصل إلى دور الأعشاب التالية في علاج آلام العظام والمفاصل:

بذور الكتان

من الأعشاب ذات الفعالية في تحفيز مناعة الجسم ومقاومة الالتهاب بفضل غناها بالأحماض الدهنية المُفيدة وعلى رأسها الأوميجا 3 الذي يُساعد في علاج آلام العظام والمفاصل مع الوقت، ويتم الحصول على فوائد بذور الكتان من خلال تناول ملعقتين صغيرتين منها مرتين يوميًا.

عُشبة الأرقطيون

وهو نبات آسيوي أوروبي لبذوره وأوراقه دور واسع المجال في مقاومة الالتهاب وعلاج آلام الجسم بصفة عامة بما في ذلك العظام والمفاصل.

مشروب الزنجبيل بالكركم والقرنفل والقرفة

من المشروبات ذات الفعالية القوية في تسكين آلام العظام وتحديدًا منطقة الظهر إلى جانب مقاومة التهابات المفاصل والعمود الفقري، وذلك من خلال تناوله كمشروب دافئ 3 مرات خلال اليوم.

العرقسوس الجاف أو المطحون

ويتم تناوله كشراب بارد وله دور فعال في علاج التهابات العظام والمفاصل ولكن لا يُنصح به لذوي ضغط الدم المُرتفع.

الكُرّات

يتم طحن أوراقه الطازجة واستخدامها كمرهم لتسكين الآلام وتقوية العظام ومكافحة الالتهابات.

وختامًا عزيزي القارئ، فإن آلام العظام من الآلام المُزعجة سريعة التطور شديدة المُضاعفات إن أُهمل علاجها، فمن فضلك لا تُهمل علاج أي عرض مُتكرر صعب التحمل يطرأ على عظام ومفاصل جسمك ولا تتهاون في استشارة طبيب مُختص.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

كاريمان أنور

حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، كاتبة مُحتوى عربي في جميع المجالات، أعشق القراءة والاطلاع، شغوفة بقصص الخيال العلمي.

أضف تعليق

إحدى عشر − 8 =