حملت مياه المحيط مفاجئة غير سارة لفتاة كانت تمارس رياضة الركض على الشاطيء عندما قررت تفحص حذاء رياضي جرفه الموج، وكانت المفاجئة كبيرة بما في داخله فقد احتوى على قدم انسان مبتورة وشبه متحللة، بدأت ظاهرة الاقدام المبتورة بالظهور عام 2007 في ولاية كولومبيا البريطانية في كندا, ومن التحليل الاولي فقد كانت اول الاكتشافات لقدم رجل بالغ وقد بترت وقد وجدت داخل حذاء رياضي وقد تحللت بشكل شبه كامل مما يعني انها مكثت في المياه لعدة اشهر .
كانت القدم الاولى المكتشفة مجرد حالة فردية ولم يلتف اليها سكان كولومبيا البريطانية لكن توالت الاكتشافات والحالات المشابهة فبعد مرور اقل من سنة على الحادثة قذفت المياه خمسة اقدام اخرى الى شواطيء كولومبيا البريطانية، وهو ما جعل باب التكهنات والشائعات يفتح على مصراعيه فقد توالت الروايات المرعبة مع اكتشاف القدم الثانية والثالثة، وهو ما دفع الشرطة لتكثيف الجهود ووضع كافة الاحتمالات في الحسبان، ومما صعب المهمة في وجه المحققين هو عدم وجود اجزاء اخرى من الجسد يمكن الاعتماد عليها في تحديد هوية الشخص الذي تعود اليه هذة الاقدام، وقد اعتمدت التحقيقات على مراجعة سجلات المفقودين وبعض المعلومات الاخرى المتعلقة بالاحذية التي وجدت وسنوات صنعها والمناطق التي بيعت فيها وكذلك الحوادث البحرية والجوية وحالات هجوم بعض الكائنات البحرية على السباحين.
السبب وراء ظاهرة الاقدام المبتورة
تم وضع عدة احتمالات لما يمكن ان يكون السبب وراء بتر هذة الاقدام وقد ارجع بعضها الى اسباب طبيعية واخرى الى اسباب جنائية ومن هذة الاسباب:
1- [icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#800000 “] ان تكون الاقدام لأشخاص قضوا في حوادث تحطم طائرات او غرق قوارب في مناطق قريبة بحيث تفتت اجسادهم ولم يتم جمعها من البحر، وحملت الامواج هذة الاحذية بما تحتويه من انسجة الى الشواطيء القريبة، ومما عزز هذا الاعتقاد هو وجود بعض الجثث التي لم تنتشل من حادثة تحطم طائرة حدثت في جزيرة كوادرا في العام 2005
2- [icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#800000 “] ان يكون هناك عمل اجرامي لسفاح او مجموعة اجرامية وهذا الاحتمال يتطلب ان تعلن الجماعة او يعلن السفاح عن نفسه وهذا ما لم يحدث، كما ان المعاينة الدقيقة اثبتت ان القطع لم يتم بأداة حادة اطلاقا .
3- [icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#800000 “] هجوم اسماك القرش على السباحين وتقطيع اجسادهم وفي العادة تكون مثل هذة الحوادث مسجلة لانها نادرة الحدوث كما ان المعاينة اثبتت ايضا ان القطع لم يتم بأسنان القرش الحتدة
4- [icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#800000 “] وصل خيال الناس الى ربط هذة الظاهرة بكارثة تسونامي التي حدثت في جنوب شرق اسيا في نهاية العام 2004 وراح ضحيتها عشرات الالاف من الاشخاص الذين ربما تحللت اجسادهم في البحر ونقلت الامواج احذيتهم طوال هذة المدة الى ان وصل الى شواطيء كولومبيا البريطانية و قد استدل بعض المؤيدين لهذة الفرضية على ان معظم الاحذية التي وجدت يعود تاريخ تصنيعها الى العام 2004 او قبله، وان الاحذية المحتوية على اقدام بشرية قد تطفو على سطح المياه لعدة سنوات .
5- [icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#800000 “] ظهرت بعض حالات الخداع حيث عمد البعض الى وضع بعض عظام الحيوانات مع لحوم البقر او مع نباتات بحرية جافة لخداع بعض رواد الشواطيء
6- [icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#800000 “] كان التعرف على احد اصحاب هذة الاقدام بمثابة مفتاح لحل كثير من الغموض الذي يكتنف مصدر اغلب هذة الاحذية فقد ثبت ان صاحب القدم قد انتحر في وقت سابق من خلال سقوطه عن جسر باتللو كما تم التعرف على صاحبة قدم اخرى انهت حياتها بنفس الطريقة وهو ما عزز الاعتقاد السائد ان مصدر هذة الاقدام هو منطقة جزر كولومبيا البريطانية نفسها وان معظمها تعود لاشخاص منتحرين مع عدم اغفال المصادر الاخرى .
امتداد ظاهرة الاقدام المبتورة
لم تتوقف ظاهرة الاقدام المبتورة التي تصل الى الشاطيء على كولومبيا البريطانية بل امتدت الى واشنطن في الولايات المتحدة الامريكية حيث تم رصد اربع حالات لاقدام مبتورة بينما ارتفع عدد الاقدام المكتشفة في ولاية كولومبيا البريطانية الى 11 حالة حتى عام 2013، ويبدو انه بات من شبه المؤكد وصول الشرطة الى قناعة ان معظم هذة الاقدام قد انفصلت عن اجساد اشخاص منتحرين كانت قد تركت فترة طويلة في المياه قبل يتم انتشالها .
ومازالت اكبر مشاكل هذة الاقدام هي التعرف على اصحابها، والذين اختفت جثثهم في الغالب ولا ينفع معها اجراء فحص الحمض النووي الذي يحتاج الى مقارنتها مع اي عضو اخر من الجسم، كذلك قد تضطر الشرطة الى عمل مسوح شاملة لحالات الانتحار وحوادث الغرق الفردية او من خلال حوادث القوارب او الطائرات ووقد لايتم الوصول الى نتيجة بعد كل هذة الجهود و مما يجعل هذة الاقدام المبتورة مصدر قلق حقيقي للشرطة وللسكان المحليين في بعض الاحيان .
أضف تعليق