ما هي الحاسة السادسة وهل هي عند كل البشر ام ان هناك مجموعة مميزة هي من تمتلك هذة الموهبة الفريدة ؟, الحاسة السادسة من اكثر مصطلحات علم ما وراء النفس استعمالا بين عامة الناس , ولكن هل يتم استعمالها لتدل على معناها الحقيقي ام ان هناك خلط بينها وبين انشطة ذهنية وعقلية اخرى ؟, ببساطة يؤمن بعض من علماء النفس ان لكل انسان مهما كان جنسه او عمره او حالته العقلية قدرات خاصة يمكن ان تظهر في وقت تعرضه او تعرض من يحب للخطر الشديد وتساعد في حمايته من هذا الخطر وذلك بتحريك الجسم بصورة لا ارادية وابعاده عن مصدر الخطر , ولكن هناك علماء يرجعون امتلاك بعض الاشخاص لقدرات عقلية خارقة او لقدرات احساس واستشعار عن بعد الى امتلاكهم حاسة سادسة قوية, ويرى بعض العلماء ان الحاسة السادسة كانت اقوى عند الانسان البدائي الذي كان بحاجة لها لتحميه من الاخطار المحدقة المحيطة به في تلك البيئة المتوحشة التي عاش فيها .
اذن عندنا نوعين من النشاط الذهني اللاواعي الاول يختص بتصرفات تحمينا من الخطر لحظة وقوعه او قبل وقوعه بقليل و والثاني هو الاستشعار والاستبصار والتخاطر او سفر الافكار عبر المكان او الزمان , واذا راجعنا تعريف العلماء للحاسة السادسة منذ نشأة هذا المصطلح نجد انه استعمل في البداية للدلالة على مصدر للمعلومات الواردة للشخص لا يمر عبر حواسه الخمسة المعروفة وهي السمع والبصر والذوق واللمس والشم , ولكن يمر عبر قنوات ذهنية لا يستطيع الشخص العادي ادراكها والسبب انها تصل الى العقل اللاواعي او العقل الباطن , اذن الحاسة السادسة هي كل قناة توصل المعلومة اليك دون الحاجة الى استعمال حواسك الخمسة.
مع تطور علوم ما وراء علم النفس واتساع دائرة البحث في النشاط الذهني الخفي ظهرت الحاجة الى ايجاد تعريف جديد للحاسة السادسة , فصار المقصود بالحاسة السادسة هو كل نشاط ذهني او انتقال للافكار والمعلومات عبر المكان سواء قصرت المسافة او بعدت ويختلف مصدر المعلومة التي تصل الى عقل الانسان او اعضاء جسمه فهناك مصدر داخلي ينتج عن تخزين العقل الباطن لمعلومات واحاسيس تظهر في وقت الخطر وهناك مصدر خارجي بحيث يتلقى الانسان معلومات او طاقة فكرية من محيطه دون الحاجة لمرورها على حواسه الخمس وغالبا ما تكون غير معروفة لديه, بينما تم ابتداع مصطلح جديد وهو الحاسة السابعة وهي انتقال للافكار عبر الزمن او احساس الانسان بالزمن وتأثير ذلك على مرور الوقت اذ يختلف احساس الانسان بالوقت في اوقات الفرح والحزن والقلق فتجده يرى وقت القلق طويلا بينما يمر وقت الفرح بسرعة.
كان من اوائل العلماء الذين كتبو في الحاسة السادسة هو العالم الانجليزي كولن ولسن الذي الف كتاب بعنوان الحاسة السادسة في خمسينيات القرن العشرين وحاول فيه نسف ما كان يروج له علماء جيله من ان العالم يقوم على معادلات رياضية محددة وان كل ما يحدث يمكن ان يكون له تفسير علمي محدد دون الحاجة الى التطرق الى الغيبيات, وفي هذا الكتاب طرح ولسن مئات الاسئلة عن ظاهر حدثت وتحدث بالفعل , وحاول من خلال كتابه ان يصل الى حقيقة ان هناك جانب خفي في العقل البشري هو المسئول عن التخاطر والتواصل العاطفي مع الاخرين ممن نحبهم.
علم الفراسة وعلاقته بالحاسة السادسة
يربط كثير من الناس موضوع الحاسة السادسة بعلم الفراسة الذي ظهر عند العرب قديما , ويقصد بالفراسة هو القدرة على معرفة اخلاق الانسان وطبائعه بالنظر في صفاته الجسمية وبعض حركاته الظاهرة , وعلى العالم المتخصص في علم الفراسة ان يمتلك قدرات عقلية خارقة تمكنه من الولوج في بواطن الشخص الذي امامه وهذا بالضبط ما جعل الفراسة تلتقي بالحاسة السادسة , فكلا الامرين بحاجة الى قناة اتصال لا تمر بالحواس الخمس , وقد يكون هذا الربط صحيحا اذا كانت الفراسة تقوم بالفعل على نشاط ذهني يمكن صاحبه من الوصول الى عقل الشخص الذي يرغب بمعرفة اخلاقه , لكن الفراسة تعتمد على صفات ظاهرية وليس على الدخول الى عقل الشخص واستعمال التخاطر .
قسم علماء الفراسة المسلمين هذة الموهبة الى نوعين الاول هو الفراسة الايمانية وهي التي يمتلكها المؤمن نتيجة ايمانه العميق بربه وهو ما ينقله الى بعد جديد بحيث تنكشف له بعض الحقائق التي لا يمكن ان يصل اليها غيره , وهناك فراسة الرياضة وهي يمكن ان يمتلكها غير المؤمن ايضا ويمكن للانسان تعلمها وتقويتها بالتدريب وكثرة التأمل .
تعريفات متعددة لكنها تصب في نفس الاتجاه
قد يكون سبب الاختلافات في تعريف الحاسة السادسة هو انتشار هذا المصطلح وشهرته فكل مجتمع تقريبا استعمله للدلالة على نشاط ذهني خارق دون الحاجة الى الغوص ان كان هذا النشاط يندرج تحت الحاسة السادسة او لا , فهناك من يقول ان الحاسة السادسة هي نشاط يصدر من العقل اللاواعي هدفه حماية الشخص في لحظات الخطر , بينما يرى الاخرون انه قناة اتصال عاطفية او ذهنية بين الشخص ومن يحبهم او تربطه بهم علاقة قوية , ويرى اخرون انه قدرة تجعل صاحبها يمتلك القد رة على السفر بأفكاره عبر المكان والاتصال بشخص مهما كان بعيدا عنه.
العلاقة بين الحاسة السادسة والعاطفة
يرى الباحثون في علم ما وراء النفس ان العاطفة تقوي الحاسة السادسة وقد استدلوا على ذلك من علاقة الوالدين بأولادهما وخاصة الام , فكثيرا ما تجد الام تحس بمكروه حصل لإبنها دون رؤيته , بل انها قد تشعر بالخوف او الحزن او تفرح فقط تقليدا لإبنها البعيد عنها الذي يمر بنفس الحالة دون علمها, ونظرا للارتباط العاطفي القوي بين الام واولادها فإن خوفها وذعرها لمجرد الاحساس بحدوث ضرر لأحدهم هو اقوى الادلة التي يحتج بها انصار هذا التعريف للحاسة السادسة, كذلك نجد ان الاشخاص الذين يعيشون مع بعضهم لفترات طويلة كالأزواج تزداد عندهم ظاهرة التخاطر وغالبا ما يفاجئون بعضهم البعض بتوارد الافكار .
هل يمكن تقوية الحاسة السادسة
يرى بعض خبراء ما وراء علم النفس ان الحاسة السادسة موهبة يمكن الاستفادة منها وتقويتها لدى الانسان لتكون مفيدة له وذلك بتصفية الذهن والصدق مع الذات والتأمل في الكون وفي النفس والخلود الى الوحدة في معظم الوقت , كذلك تقوية المشاعر الايجابية تجاه الاخرين , وكل ذلك يمكن ان يجعل الانسان اقرب الى التحكم بهذة الحاسة , بينما يرى اخرون ان الحاسة السادسة هي حاسة فطرية لا ارادية وجدت لتحمي جسم الانسان مما هو فوق طاقته من اخطار ولا يمكن لأحد التحكم فيها او توجيهها في الاتجاه الذي يريد .
تبقى الحاسة السادسة بعد كل هذا الجدل وتلك العقود الطويلة من الابحاث مصدر اشاعات واكاذيب وخدع وتنسب اليها كثير من الخرافات التي لا تمت اليها بصلة , ويمكن القول انها ببساطة وسيلة للوصول المعلومة الداخلية او الخارجية الى عقل الانسان او احد اعضائهدون الحاجة الى مرورها بالحواس الخمس او بالعقل الواعي, ويمكن لهذة الحاسة تلقي الطاقة الفكرية الخفية وتوجيهها دون الحاجة الى معرفة الشخص او تلقي اوامر واعية من الدماغ, وهذا هو التعريف الاصح لهذة الظاهرة بينما تختص الحاسة السابعة بالامور الغيبية الاكثر تعقيدا .
أضف تعليق