تقييم الاثر البيئي اليوم هو عملية متكاملة محكومة بقواعد وخطوات مدونة تهدف الى التعرف على مدى الضرر الذي يلحقه المشروع سواء كان مصنع او غيره من المشاريع على النظام البيئي سواء في التربة او الهواء او مصادر المياه او صحة الانسان والحيوان، وتشمل عملية التقييم عدة مراحل تهدف الى تعبئة نماذج تخص المشروع او العملية التصنيعية من حيث خطوات التصنيع والاثر الناتج او المحتمل لها على البيئة وكذلك رأي الجمهور ومدى تأثرهم به، وذلك من خلال تطبيق مواد القانون البيئي المعمول به في تلك البلد على اي مشروع في كافة مراحل انشائه وتشغيله.
وقد تتم دراسة تقييم الاثر البيئي للمشاريع القائمة وذلك بناءً على شكاوى من الجمهور المحيط بها او من خلال مبادرات حكومية لتحسين ودة البئية في منطقة ما وتخفيف الضرر الذي تحدثه بعض العمليات الصناعية كما تلعب مؤسسات المجتمع المدني دوراً مهما هذا المجال، فيما يعد التقييم من اهم متطلبات الترخيص لاقامة مشاريع جديدة في كل دول االعالم تقريبا، حيث يجب على صاحب المشروع ان يرفق ملفا متكاملا لدراسة تقييم الاثر البيئي التي تم اعدادها من قبل شركات متخصصة ومعتمدة في اجراء مثل هذا النوع من الدراسات .
تعتبر دراسة تقييم الاثر البيئي اهم وثيقة يقدمها صاحب المشروع بما يخص مدى صداقة مشروعه للبيئة وعدم الحاقه للضرر بالصحة العامة للمواطنين القريبين منه فهو يقدم دليلا مدعوما بفحوصات معتمدة لما يمكن ان يسببه المشروع سواء كان المشروع قائما او ما زال في مرحلة الانشاء، وتشمل دراسة تقييم الاثر البيئي الاقسام التالية :
تقييم الاثر البيئي للمشاريع
1- [icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#66CC66″] تعريف بالمشروع من حيث الموقع ومدى التزامه بالمسافات القانونية للبعد عن المناطق السكنية ومصادر المياه والغابات المحطة، ومراحل انشائه، العمليات التي تتم فيه ومدخلات ومخرجات كل عملية والطاقة المستهلكة ومدى كفاءة الاستخدام للطاقة في العمليات التي تتم في المشروع، والنفايات المحتملة وطرق التخلص منها، اي يجب تقديم شرح كامل متكامل للتكنولوجيا المطبقة في المشروع.
2- [icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#66CC66″] فحوصات من مراكز متخصصة ومعتمدة للهواء والماء والتربة واي عنصر اخر في النظام البيئي من الممكن ان يتأثر لوجود المشروع في المنطقة او دراسات موثقة عن مدى التأثير المحتمل للمشروع على هذة العناصر وحيث يتم عمل فحوصات للغازات السامة في الهواء وكذلك للعناصر او المعادن الثقيلة او الملوثات العضوية في المياه والتربة والنبات، كذلك يتم دراسة التأثيرات المحتملة على وسائل النقل والحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة ومدى تأثرها بإنشاء المشروع، والتأثيرات المحتملة على التنوع الحيوي .
3- [icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#66CC66″] السجلات الطبية لسكان المنطقة ان كان المشروع قائمة او دراسات طبية عن التأثيرات الصحية للمشروع، ويتم من خلالها التأكد من مدى انتشار بعض الامراض التي لها علاقة مباشرة بالتلوث البيئي وخاصة مع وجود نفايات خطرة ناجمة عن المشروع.
4- [icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#66CC66″] تقديم عينة ممثلة من رأي الجمهور المحيط بالمشروع وذلك من خلال استمارات او اجتماعات موثقة لتوضيح المشروع للعامة، وتعد هذة الاجتماعات مهمة في رفع الوعي البيئي لدى المواطنين والسماح له بتقرير مصير بعض المشاريع المضرة ببيئتهم وصحتهم.
يعد التقييم البيئي اداة ممتازة بيد صانعي القرار لتحسين جودة البيئة وتخفيف الضرر الناجم عن المشاريع الصناعية والتجارية، وكذلك عن طريق اشراك الجمهور في القرار وفي تحديد مدى تأثير ذلك المشروع على البيئة المحيطة، ويمكن لتقييم الاثر البيئي ان يقدم حلولا مناسبة لكثير من المشكلات البيئية الناجمة عن المشاريع الاكثر تلويثا للبيئية فهو يجبر اصحاب هذة المشاريع على تعديل العمليات التي في مصانعهم لتكون اكثر صداقة للبيئة .
ولضمان ان تؤدي دراسة تقييم الاثر البيئي الدور المطلوب منها فلا بد ان تتمتع الجهة التي تقوم بجرائها بالشفافية والموضوعية وان تمتلك الوسائل العلمية المناسبة او تستعين بمن لديهم الخبرة في ذلك، وان يتم الاهتمام برأي الجمهور بصورة خاصة مع عدم اغفال المعطيات العلمية الناتجة عن الفحوصات او عن دراسات سابقة، وفي النهاية فإنه ليس من من الضروري ان تؤدي دراسة الاثر البيئي الى ادانة المشروع او الحاق الخسارة بصاحبه كا يعتقد البعض فهي قد تقدم خدمات كبيرة تتمثل في الدعاية او الربح الناتج عن تعديل العمليات الصناعية القديمة لتكون اكثر جدوى .
مصدر الصورة : Copyright: suzi44 / 123RF Stock Photo
أضف تعليق