علم الأرصاد الجوية هو العلم الذي يهتم بدراسة كافة التقلبات الذي تحدث ضمن الغلاف الجوي للأرض ويهتم بتوقع تغيرات الطقس اليومية او تنبؤات الطقس , وتعود جذور هذا العلم الى زمن اليونان , فيما قام علماء المسلمين بتطويره واستمرت مسيرة التطور في أوروبا في عصر النهضة الى ان وصلنا الى نظام كامل يعرف بهيئات الأرصاد الجوية حول العالم والتي تتعاون فيما بينها للحصول على اكبر قدر من التنبؤات الجوية اللازمة لكافة قطاعات الحياة , كما تطور علم الأرصاد الجوية ليشمل علم المناخ وعلم دراسة الغلاف الجوي .
كيف نشأ علم الأرصاد الجوية وكيف تطور وما اهم الادوات التي اعتمد عليها
يمكن اعتبار الفيلسوف اليوناني ارسطو مبتدع او مؤسس علم الأرصاد الجوية او علم الظواهر الجوية حيث تحدث عن تقلبات الجو واختلاف الظواهر الجوية مع تعاقب الفصول والسنوات , وبذلك يكون اول ظهور لعلم دراسة الجو او الأرصاد الجوية في زمن الاغريق, وهو ما يفسر كون كلمة ميتورولوجيا يونانية الأصل وتعني دراسة الجو , وقد تطور علم دراسة الجو او الظواهر الجوية في زمن الحضارة الإسلامية , حيث ابدع العلماء العرب والمسلمون في دراسة الظواهر الجوية وتقديم افضل الشروحات التي تخدم الزراعة والملاحة البحرية والصيد وغيرها من القطاعات التي شهدت تطورا كبيرا , ومع قيام الثورة الصناعية والعلمية في أوروبا ازدهرت نشاطات علم الأرصاد الجوية وكان لاستعمال الاجسام الطائرة من مناطيد وطائرات اثر كبير في احداث نقلة نوعية لهذه النشاطات ,فيما كان اطلاق الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الرصد الجوي بمثابة تأسيس علم جديد للرصد الجوي قائم على الخرائط الجوية والحسابات الدقيقة التي تمكن علماء الطقس من التنبؤ بالطقس في منطقة مات لعدة أسابيع قادمة .
محطات تاريخية في مسيرة الأرصاد الجوية
- البدايات: في الفترة الممتدة من ارسطو حتى القرن الأول الميلادي لم تظهر جهود واضحة في تطوير ؤ برغم بعض المؤلفات التي ظهرت في زمن الاغريق لكنها لم تكن الا إعادة لما قاله ارسطو في كتابه ميتورولوجيا ومحاولة لتحليل بعض الظواهر التي تحدث عنها .
- في حضارة الرومان: في القرن الأول الميلادي ظهر بعض العلماء الرومان الذين اشتغلوا بدراسة تقلبات الجو والظواهر الجوية والمناخية ومن اهم هؤلاء العلماء هو العالم بينموس ميلا والذي قام بتقسيم العالم الى ثلاث مناطق مناخية , الأولى حارة في الوسط والثانية والثالثة معتدلتان في الشمال والجنوب .
- في الحضارة الإسلامية : ازدحم عصر النهضة الإسلامية بعلماء كثر اههم ابن الهيثم وأبو إسحاق الكندي , وكان لهؤلاء العلماء وغيرهم الكثير جهودا بارزة في تطوير أدوات متابعة الطقس وتقديم معلومات عن الطقس تهم الصناع والزراع والصيادين حيث أدى ازدهار تلك القطاعات الى الحاجة الدائمة الى معرفة أحوال المناخ والتقلبات الجوية في المناطق التي يعملون بها او تبحر اليها سفنهم , وفي هذه المرحلة التاريخية تم الاستعانة بحركة الكواكب والنجوم واحوال القمر في معرفة تقلب المواسم , وبذلك أصبحت الشمس والكواكب والنجوم أدوات للرصد الجوي بعد ان كانت كثير من الحضارات تقدس هذه الاجرام وتعتبرها بمقام الالهة, كما طور ابن الهيثم علم الضوء واستطاع من خلال حساب زاوية انكسار الاشعاع الشمسي المخترق للغلاف الجوي ان يحدد ارتفاع الغلاف الجوي حول الأرض وقد اعطى رقما قريبا جدا من الارتفاع الفعلي الذي تم تحديده بعد ذلك بمئات السنين .
- عصر النهضة الأوروبية : شهدت الفترة من منتصف القرن الخامس عشر الميلادي الى نهايات القرن الثامن عشر إنجازات هائلة على مستوى الاختراعات العلمية في أوروبا مع دخول القارة في عصر النهضة الذي شمل جميع العلوم والصناعات وقد ساهم عشرات العلماء في ابتكار أدوات ومعادلات رياضية لقياس الظواهر الجوية المختلفة , ففي عام 1945 تم ابتكار اول مقياس للرياح على يد العالم ليون البرتي , فيما ساهم جاليلو بعدة ابتكارات كان أهمها الثيرموسكوب عام 1607 , , وبعد ذلك بأقل من أربعين سنة ظهر مقياس الضغط الجوي المعروف بمقياس تورشيللي على يد العالم الفرنسي تورشيللي , فيما قام السير ورن كريستوفر عام 1662 بابتكار ر بالاعتماد على تطوير نموذج لفكرة كانت مطبقة في كوريا في عهد عائلة جونسون الملكية , حيث استعملوا مقياس المطر منذ بدايات القرن الخامس عشر لمعرفة كميات المحاصيل التي ينتجها المزارعون بالاعتماد على كمية الامطار وذلك لتسهيل جباية الضرائب منهم, اما العالمان غابرييل فهرنهايت واندروس سيلسيوس مقياسين للحرارة سمي كل منهما باسم مبتكره وقد استعملا في المختبرات الأوروبية منذ منتصف القرن الثامن عشر وانتشرا الى كافة ارجاء العالم بعد ذلك, كما قام هوارس بنديكت بإبتكار اول اول مقياس دقيق للرطوبة الجوية عام 1783.
- عصر الطيران والاقمار الصناعية : شهد القرن العشرين تطورا مذهلا في عمليات الرصد الجوي ابتدأت باستعمال المنطاد والرادار والتلغراف لنقل التنبؤات الجوية بين المناطق المختلفة الى اطلاق اول قمر صناعي للرصد الجوي عام 1960 ومروا بالسباق الأمريكي السوفييتي الذي امتد منذ الاربعينيات ولم يتوقف الا بتفكك الاتحاد السوفييتي, وفي القرن العشرين أيضا تم استحداث الخراط الجوية وتوسع علم الأرصاد ليشمل كافة الأبحاث المتعلقة بالغلاف الجوية وتغير المناخ ودورة الماء في الطبيعة وغيرها .
اهم الأدوات المستخدمة في الأرصاد الجوية
يمكن تقسيم الأدوات المستخدمة في الأرصاد الجوية الى
1- أدوات القياس : وتشمل موازين الحرارة والضغط والرطوبة الجوية وسرعة الرياح ومقياس المطر وغيرها من أجهزة القياس.
2- أجهزة المراقبة الجوية وذلك لتسجيل حركة السحب والرياح وتشمل الأقمار الصناعية والمناطيد الجوية والطائرات والرادار وغيرها من الوسائل الحديثة او التي استخدمت قديما.
3- أجهزة نقل المعلومات وقد استخدم سابقا التلغراف اما اليوم فتوفر شبكة الانترنت اسرع طرق الاتصال وأكثرها فعالية وذلك لنقل المعلومات عن تشكل المرتفعات والمنخفضات الجوية الى كافة انحاء العالم وتبادل المعلومات التي من شأنها تقليل الاضرار الناجمة عن الأعاصير او الفيضانات.
اكثر القطاعات اهتماما بالأرصاد الجوية
تعتبر الزراعة من اكثر القطاعات تأثرا بالتقلبات الجوية وقد اهتم الانسان بمعرفة الظروف الجوية لمعرفة موعد المواسم وكذلك لمعرفة الظاهر الجوية المتطرفة التي تسبب تدمير المحاصيل , وبالإضافة الى ذلك هناك الملاحة البحرية للتجارة والصيد , ولا تقل أهمية الطقس بالنسبة لقطاع الطيران سواء كان مدنيا او عسكريا عن غيره من القطاعات , كما ان هناك قطاعات اقتصادية وخدماتية يتطلب عملها معرفة تامة بالأرصاد الجوية
هيئات الأرصاد الجوية
تم تأسيس اول شبكة للأرصاد الجوية عام 1654على يد فيرنانديز الثاني وكانت تتلقى المعلومات الجوية من عدد من المدن الأوروبية والتي كانت ترسل كافة بيانات الطقس فيها الى مدينة فلورنسا , ثم تطورت هذه الشبكة لتعتمد بشكل كلي على التليغراف الذي وفر وسيلة سريعة وفعالة لنقل المعلومات في عام 1937 , اما في الولايات المتحدة الامريكية فقد تم وضع نظام متكامل للرصد الجوي يشمل كافة انحاء البلاد وذلك عام 1849 , وفي عام 1873 اتحدت عدد من شبكات الرصد الوطنية حول العالم لتشكل المنظمة الدولية للرصد الجوي , وفي عام 1951 تم انشاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحت مظلة الأمم المتحدة لتصبح بذلك اعلى هيئة تنضم عمليات الرصد وانتقال المعلومات الجوية حول العالم , وتقوم المنظمة حاليا بتنسيق الجهود المبذولة في المجالات التالية :
1- التنبؤات الجوية وحركة المنخفضات والمرتفعات الجوية
تعتبر التنبؤات الجوية التي توضح حركة السحب وتشكل المنخفضات والمرتفعات الجوية هي اكثر نشاطات هيئات الأرصاد الجوية التي تلقى اهتماما من قبل الجمهور وأصحاب المصالح الاقتصادية والصناعية والزراعية وذلك لما فيه من معلومات حول الامطار المحتملة وما يجب ان يسبقها من استعدادات تهدف الى تخفيف الاضرار التي قد تلحق بالمحاصيل او المنشآت او غيرها , ويمكن الحصول على معلومات الرصد الجوي الخاصة بحركة المنخفضات الجوية من خلال الخرائط الجوية وصور السحب التي توفرها منظمة الأرصاد الجوية العالمية والتي تنضم العلاقة بين هيئات الأرصاد الجوية الوطنية حول العالم , ومن خلال تحاليل هذه الخرائط بالإضافة الى قراءة التقارير التي تصدرها هيئات الارصاد في الدو المجاورة .
2- اصدار النشرات المناخية والمتعلقة بالتغيرات المناخية التي تطرأ على كوكب الأرض وكذلك سجلات درجات الحرارة حول العالم
3- تبادل المعلومات الخاصة بالظواهر الجوية الاستثنائية مثل الأعاصير او الثلوج والامطار الغزيرة والتي قد تخلف خسائر مادية هائلة في حال عدم اتخاذ التدابير المناسبة.
تولي جميع الدول أهمية خاصة لهيئات الأرصاد الجوية وتحظى النشرات الصادرة عنها باهتمام بالغ من قبل الهيئات الرسمية والخاصة والافراد لأنه ليس هناك من لا يتأثر بالتغيرات في الظواهر الجوية و ولذا نجد النشرة الجوية الصادة عن هيئات الارصاد موجودة في جميع محطات التلفزة والمحطات الاذاعية والمجلات والصحف ومواقع الأنترنت
أضف تعليق