النفايات، تلك القنبلة الموقوتة التي لا يعرف أحد من شعوب الدول العربية الفائدة العظيمة لها، فشعوب العالم العربي لا يدركون أن النفايات كانت أحد الأسرار وراء نجاح الدول الكبرى، فالنفايات هي سر ازدهار اليابان وكوريا والصين والكثير من الدول التي عانت كثيرا من الفقر والجهل، وأصبحت الآن من الدول العظمى التي حققت نجاح كبير في مختلف المجالات وخاصة مجال الصناعة، حيث استطاعت تلك الدول في وقت قصر جدا الخروج من الأزمات المالية التي كانت تعاني منها بفضل اعادة تدوير المخلفات، ومن المثير للدهشة أن اقتصاد تلك الدول أنتعش بشكل كبير جدا بعد نجاح عمليات اعادة التدوير، فتلك العملية لها الكثير من الفوائد التي يمكنها نقل الدول العربية من دول متخلفة تعاني من الفقر والبطالة ووضع اقتصادي حرج، إلى دول متقدمة صاحبة اقتصاد قوي قادر على حل جميع المشكلات التي تعاني منها تلك الشعوب، لذا يجب على الدول العربية الاهتمام بالنفايات والمخلفات، والتعلم من تجارب الغرب والبدء في تنفيذها، من أجل اللحاق بالدول الكبرى.
ما هو مفهوم اعادة التدوير ؟
عملية إعادة تدوير المخلفات، هي عملية تستخدم فيها النفايات اليومية الملقاة في صناديق القمامة من مواد بلاستيكية وورق وزجاج ومعادن أخرى، ويتم تحويلها إلى منتجات جديدة يمكن استخدامها مرة أخرى، حيث تقوم عملية اعادة التدوير على فصل النفايات التي يمكن إعادة تدويرها، ومعالجتها بشكل مختلف وتصنيع منتجات جديدة.
فوائد عملية اعادة التدوير
هناك مجموعة من الفوائد الأساسية لعملية إعادة تدوير المخلفات والنفايات، فتلك العملية تساعد على الحفاظ على البيئة والتخلص من النفايات الصناعية بطريقة آمنة، والحد من النفايات في مقالب القمامة، ومن أعظم الفوائد التي تحققها عملية اعادة التدوير توفير الطاقة، فعملية تصنيع المنتجات تقوم على الحصول على المواد الخام من مصادرها المختلفة، سواء من الغابات أو المناجم والبحار، ويتم نقل تلك المواد إلى مكان الصنع عن طريق البحر أو البر، وتلك العملية تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، كما أن عملية شراء المواد الخام اللازمة للصنع ونقلها تسبب تلوث البيئة، بالإضافة إلى أن استخدام الحصول على المواد الخام من الأشجار يؤدي إلى الاحتباس الحراري، بسبب إطلاق الغازات وتأكل طبقة الأوزون التي تعمل على حماية الأرض من الأشعة الفوق بنفسجية الضارة، الأمر الذي يؤدي إلى تغير المناخ وهطول الأمطار في غير مواسمها أو حدوث الجفاف وما يترتب عليه من فيضانات ومجاعات، لذا فإعادة تدوير المخلفات يساعد على توفير الطاقة، بدلا من اللجوء لدفن تلك النفايات في مكبات أو حرقها، مما يشغل حيزا كبيرا من مساحات الأراضي، كما أن دفن النفايات يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، أما حرقها يؤدي إلى زيادة انتشار ظاهرة الاحتباس الحراري، الذي يعاني منه أغلب الدول الآن.
عملية إعادة تدوير المخلفات تلعب دور كبير في تقليل التلوث الذي نعاني منه بكثرة في الوقت الحالي، وما يترتب عليه من مشكلات يصعب حلها مثل ثقب الأوزون، كما أنها تساعد في الحفاظ على المواد الخام الطبيعية من أشجار وتعدين، وتلعب دور كبير في تقليل كمية النفايات المنزلية التي ترسل إلى المحارق والمكبات التي تلوث بدروها البيئة.
وتعتبر عمليه اعادة التدوير وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، فبواسطة إعادة التدوير يمكننا الحفاظ على البيئة، حتى تتمكن الأجيال القادمة من الاستفادة منها بشكل كبير، ففي الفترة الأخيرة قامت كل من المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا بتنفيذ مشاريع اعادة التدوير ، حيث نفذت بعض المنظمات الغير تابعة للحكومة تلك المشاريع وحققت نجاح كبير، وبعدها قررت السلطات الحكومية مساندة المشروع فزودت المطاعم والمراكز التجارية بحاويات ملونة، وكل لون يرمز لنوع نفايات محدد، حتى يتم فصل النفايات عن بعضها لتسهيل عملية إعادة تدويرها، كما قررت السلطات الحكومية تمرير غرامة على السكان والشركات التي لا تلتزم بفصل النفايات، الأمر الذي ساعد في نجاح التجربة بشكل كبير.