يعتبر النوم من المكونات الاساسية لحياة الانسان التي لا يستطيع العيش بدونها. ويقدر الباحثون في هذا المجال بأن الانسان العادي يمضي ثلث حياته نائماً. ويظن كثيرون انه عادة ضرورية تمكننا فقط من اراحة الجسم والدماغ وتجديد النشاط. لكن الابحاث كشفت ان للنوم ابعاداً أعمق بكثير مما كنا نتصور تؤثر على الناحيتين النفسية والجسدية للإنسان. وقد استنتج الباحثون من هذه التأثيرات أن قلة النوم تعتبر خطراً حقيقياً قد يؤدي الى الموت احياناً. وسنقوم في هذا الموضوع بعرض أهم الاسرار المتعلقة بالنوم والمجهولة من قبل الغالبية الساحقة.
قد يعتقد الكثيرون بان النوم هو مدة كبيرة من الوقت تمتد وتقصر ولا يحدث فيها شيء، ولكن مدة النوم هي وقت تكثر فيها الاشغال والوظائف في جسم الانسان .
لماذا ننام ؟
النوم ضروري للحياة وحيوي، إذ اثبتت الابحاث ان الاحياء التي حرمت من النوم في المختبرات مثلاً ماتت وان الاشخاص الذين يصيبهم الارق وقلة النوم يعانون من اثار صحية تهدد كيانهم. وفي بحث اخر أجرته الجمعية الأميركية للسرطان أن جودة صحة وحياة الأشخاص اللذين يعانون من قلة النوم اقل بحوالي 30% من اولئك الذين ينامون بانتظام ولمدة تتراوح ما بين 7-8 ساعات.
تأثير النوم على الدماغ
أكدت دراسة امريكية حديثة ان النوم يساعد الدماغ على التخلص من السموم التي تتكون عندما يعمل. ومن المعروف أن دماغ الانسان يعمل طالما ان هذا الاخير يبقى مستيقظاً. كما ان النوم يمنح العقل طاقة اكبر على تقوية الذاكرة وفهم الظواهر والتعلم. إذ أن هذه العادة تجعل العقل يسجل المعلومات التي تلقاها اثناء فترة الاستيقاظ ويتذكرها بسرعة أكبر.
الظواهر التي تحدث اثناء النوم
يجهل الكثيرون ان النوم يتسبب بخسارة الجسم بعض الوزن نتيجة للتعرق والتنفس كما انه يحدث زيادة طفيفة في الوزن بفعل تمدد فقرات العمود الفقري لتخفيف ضغط ثقل الجسم عليها. أضف الى هذا انخفاض عدد دقات القلب وضغط الدم لأن الجسم يكون في حالة استرخاء ولا يحتاج الى ضخ الكثير من الدم. ويؤثر النوم كذلك على نشاط الاطراف حيث يشلها مؤقتاً لمنع استجابة الانسان لما يحدث في احلامه. فعلى سبيل المثال تمنعك هذه الظاهرة من ان تمشي اثناء نومك.
وكشفت الابحاث ايضاً ان للنوم تأثيراً على ارتعاش العينين وانخفاض درجة حرارة الجسم وزيادة غازات البطن بسبب ارتخاء العضلات وزيادة انتاج الكولاجين الذي يمكن من الحفاظ على نقاوة البشرة وصحتها. كل هذه الظواهر تبرز القيمة الحقيقية للنوم وبأنه مكون على قدر عالٍ من الاهمية لحياة الانسان
دورات النوم
تنقسم فترة النوم لدى الانسان الى فترات. وتمتد كل فترة على مدى 90 دقيقة. وتبدأ الدورة بالنوم الخفيف ويليه النوم العميق الى ان تنتهي مرة اخرى بالنوم الخفيف. وهذا ما يعني ان الانسان سيستيقظ بنشاط اذا كان ذلك في فترة النوم الخفيف وستصعب عليه عملية الاستيقاظ اذا صادف وكان ذلك اثناء فترة النوم العميق. ولتجنب هذه المشكلة ما على كل شخص منا الا ينام عدداً من الدورات يكون من مضاعفات 90 دقيقة أي ساعة ونصف او ثلاث ساعات اواربع ساعات ونصف… الخ. ولن يجد احد حينها مشكلة في الاستيقاظ.
قلة النوم
لقلة النوم اثار جانبية خطيرة على صحة الانسان. فهي تؤثر اولا على جهازه المناعي وتجعله عرضة للأمراض بسهولة تامة. ولا نعني هنا الامراض الخفيفة فقط بل يمكن ان يصل الامر الى مرض السرطان عفانا وعفاكم الله. وفي بعض الاحيان يصل الامر الى الموت اذا كانت قلة النوم كبيرة.
عندما ننام جيدا ،نستيقظ ونشعر بالانتعاش والتنبيه لأنشطتنا اليومية، اذا ان النوم يؤثر على حواسنا واداءنا وبالتالي فان النوم يؤثر على كيف ننظر، ونشعر ونقوم على أساس يومي، ويمكن أن يكون له تأثير كبير وذي فعالية على نوعية الحياة عموما.
كم من النوم نحن حقا في حاجة اليه ؟ نحتاج الى ما بين ثمانية ساعة ونصف على الأقل وعشر ساعات اي على متوسط تسع ساعات وربع ساعة من النوم في الليلة لتجديد فعالية الجسم والعقل لليوم التالي. ان قلة النوم تؤدي الى ان لا يملك الجسم الوقت لاستكمال كل المراحل اللازمة لإصلاح العضلات، وتوحيد الذاكرة وإطلاق الهرمونات التي تنظم النمو والشهية. ثم نستيقظ أقل استعدادا للتركيز، واتخاذ القرارات، أو الانخراط بشكل كامل في المدرسة والأنشطة الاجتماعية.
