من الجيد أن يكون الشخص مثقفاً واسع المعرفة وقادر على إدارة أى حوار مهما كان بإحترافية، لكن هناك فرق كبير بين كونك متحدثاً جيداً وأن تتحول لشخص ثرثار ، دائماً ما ينفر الناس من الشخص كثير الكلام فهم لا يملكون الوقت الكافي لقصصه ومغامراته التى تكون غالباً من نسج خياله، لكن المشكلة الأكبر أن أغلب الأشخاص الثرثارين لا يدركون ولا يعترفون بذلك، هذا قد يؤدي إلى إنعزالهم إجتماعياً كونهم أشخاص ثقيلي الظل غير مرحب بهم في أى لقاء سواء كان متعلقاً بالعمل أو العائلة أو الأصدقاء … إلخ، إن كنت تعاني من هذه المشكلة فإليك بعض النصائح التي تساعدك على التخلص منها قبل أن تدمر كل علاقاتك الإجتماعية.
إن كنت شخص ثرثار
إليك أبسط الطرق لتتخلص من مشكلة الثرثرة :
إعترف بمشكلتك
أهم خطوة في علاج أي مشكلة هي الإعتراف بها، فكيف ستتوصل لحلها إن كنت ترى أنك لا تعاني من شيء ولست بحاجة لأي مساعدة، أخبر صديقك المقرب برغبتك الشديدة في التخلص من هذا الأمر المزعج وأطلب منه مساعدتك وتنبيهك كلما تطلب الأمر، فقد لا تشعر أنت أنك أفرطت في الحديث لكن بالتأكيد هو سيعرف .
تكرار نفس القصة كل مرة ممل
بالطبع يرغب كل منا في مشاركة أخباره ومغامراته مع الأخرين خاصة إن كانوا أصدقاءه أو عائلته، لكن تكرار هذه القصص كل مرة سيصيبهم بالملل وإن أظهروا عكس ذلك، إن كانت لديك أخبار جديدة فلا بأس لكن لا تعد نفس الحكايا القديمة كل مرة .
راقب حركاتهم وإماءاتهم
واجه نفسك وإعترف ان أخبارك وحكايتك لا تهم الجميع، إن كنت في مجلس عمل مثلاً فلا تبدأ بالتحدث عن نفسك وعن مغامراتك الشخصية إلا إن كانت مرتبطة بشكل مباشر بموضوع الجلسة، قد يكون من الجيد أن تراقب وجوه الأخرين وتعبيراتهم لتعرف إن كانوا متشوقين لمعرفة المزيد أم لا، إذا ظهرت عليهم أي من بوادر الملل فتوقف فوراً وإنتقل لموضوع أكثر تشويقاً ويهم الجميع .
فكر جيداً قبل أن تتحدث
من أكبر المشاكل التي تواجه الشخص الثرثار عدم قدرته على التركيز في موضوع محدد، فتجده ينتقل بك من موضوع لأخر دون أي فائدة أو هدف أو علاقة تربط بينهم، أفضل حل للتغلب على هذه المشكلة هو إعطاء نفسك فرصة للتفكير وترتيب الكلام في ذهنك وتحديد الهدف الأساسي لموضوعك قبل أن تتحدث، إجعل جملك قصيرة وواضحة ومرتبطة مباشرة بما تريد قوله حتى لا تضيع وقتك وقت الأخرين معك .
إحترم من يتحدث ولا تقاطعه
إترك مساحة وفرصة كافية لكل شخص يعبر فيها عن أرائه ووجهة نظرة في موضوع الحديث دون أن تقاطعه، إن كانت لديك أي إعتراضات على كلامه فأنتظر حتى ينتهي ثم ناقشه فيها بهدوء مع إعطائه مساحة كافيه للرد .
كن واثقاً من نفسك
في الغالب يكون الشخص الثرثار غير واثق من نفسه، يسعى دائماً لجذب الإنتباه عن طريق سرد مغامراته الشخصية وقصصه البطولية أينما ذهب، وفي الغالب أيضاً تكون هذه القصص من نسج خياله، توقف عن تلفيق وإختراع الحكايات وإستغل طاقتك هذه في التركيز على مواهبك وتنميتها، كن متميزاً ودع بطولات تتحدث عنك .
لا تكن عنيداً متشبساً برأيك
إذا كنت في مناظرة أو حوار مع شخص ما حتى لو كان مجرد حوار عادي وإختلفت في الرأي مع من تحدثه فلا تتمسك برأيك وتبذل كل ما في وسعك محاولاً إقناعه به، كل شخص حر في وجهة نظره، فكونك مقتنع برأي ما هذا لا يعنى أنك على صواب ولابد أن يتبعك الجميع، فقط تناقش معه بهدوء وإتبع الرأي الصائب مهما كان حتى لو إختلف معك .
راقب كلامك جيداً
قد يكون الأمر هيناً حين تتحدث لأصدقائك حول أي شيء وكل شيء يدور في حياتك غير مكترث لما يخرج من فمك فهؤلاء أصدقاء ولن يؤذوك بالتأكيد، لكن إن أفشيت أحد أسرارك أمام شخص يكرهك أو يضمر لك بعض الضغينة هنا قد يصبح الأمر خطيراً، فأنت لا تدري كيف سيستخدم هذا الشخص كلامك، مشكلة الثرثرة لا تتوقف عند خسارة أصدقائك وعلاقتك الإجتماعية مع الوقت، بل قد تدمر حياتك بالكامل وقد تطرد من عملك وتنتهي حياتك المهنية لإفشائك أحد أسرار شركتك ! لذلك راقب ما تقوله جيداً قبل أن يصبح كلامك قنابل موقوتة لا تلبث أن تنفجر فتدمرك .
وأخيراً إن كنت ترى أنك بحاجة لمساعدة شخص مختص فلا بأس، قم بزيارة طبيب نفسي فهو الأقدر على الأخذ بيدك حتى تتخلص من هذه المشكلة، لا تلم نفسك أو تحملها فوق طاقتها، فكونك تعاني من خطب ما لا يعني أبداً أنك شخص سيئ وتذكر دائماً كلما كثر كلامك كثر خطؤك وضاعت هيبتك .