في جميع المجتمعات ان كانت غربية او شرقية، يحتاج التعامل بين البشر الكثير من التدارك والفهم لهذا التصرف، فالكثير من هذه التصرفات تخضع بين القبول والرفض، بين الفهم السليم لها، وبين الخلط للامور، ولعل من اكثر الصفات المجتمعية التي يشوبها هذا الخلط هي المجاملة ، فهناك الكثيرون ممن ينظرون الى هذا الامر على انه نفاق او رياء، او انه تصرف لغايات جلب منافع لهم، وفي العادة يكون الانقسام بين البشر حول الامور امر طبيعي وامر صحي في الكثير من التقييم، الا انه وفي هذا المجال قد يصبغ بعض الصفات المذمومة والغير حميدة على البعض، ممن يحولهم الى اشخاص غير مرغوب فيه.
والحق يقال ان هذا الفعل معقد التفسير بعض الشيء ويحتاج الى الدقة حتى يستقيم هذا الفعل و نعت الاخرين به، ولذلك سنبحث في ها المقال عن المجاملة والنفاق والفرق بينهما، وسنبحث في اسلوب استقبال المجاملة، والرد عليها .
كيف نجامل و نرد المجاملة
ما هي المجاملة :
هو سلوك انساني يقوم به الانسان بالتعبير عن حسن المعاشرة وحسن المعاملة والكلام الى الاخرين، وفيه يبدي فيه هذا الشخص اسلوبه في التودد الى الطرف الاخر، وفي الغالب تكون المجاملة كسلوك ايجابي وودي دون مقابل، ودون الخروج عن الحدود المتعارف عليها لحسن الكلام، اي بالوصول الى النقطة التي يصبح فيها الشخص يستخدم الكذب.
وقد يكون للمجاملات في بعض الاحيان فوائد جمة وقيمة ومنها :
1 تحسن علاقة البشر بين بعضهم البعض، وتعمل على تقوية اواصر الصلة والعلاقات بينهم.
2 تعمل على تعزيز الثقة بالنفس عند الشخص المتلقي لهذه المجاملة، خاصة عند هؤلاء الاشخاص الذين يعانون من ازمة في الثقة في النفس ويحتاجوها.
3 تعمل على رفع همة هذا الشخص ليقوم بشيء ما بالخصوص بعد اشعاره انه اهل للقيام بهذا العمل .
ما الفرق بين المجاملة والنفاق :
هناك خيط رفيع بين المجاملة والنفاق قد يغيب عن البعض، ولعل لو حاولنا ذكر هذا الفرق والتعبير عنه لوجدنا الفروق التالية:
1. المجاملة هو التعبير وابداء الاعجاب بصفات موجودة في الشخص المتلقي قد تكون غائبة عنه، وبذات الوقت تحاشي ذكر بعض الصفات السيئة التي يمتلكها، اما النفاق فهي تحويل تلك الصفات السيئة وببراعة لغوية الى صفات حسنة، فقد يكون هذا الشخص بخيلا و لا يحب انفاق الاموال، ويقوم المنافق بالقول له انه كريم وينفق ببذخ او اختراع بعض الصفات الغير موجودة فيه واطلاقها على المتلقي، بمعنى ان لا يكون المتلقي شخصا يجيد التعبير والكتابة ويقوم المنافق بمبادرته بإنه افضل من يكتب ويقرض الشعر، وافضل من يصيغ العبارات.
2. في المجاملة يهدف القائل الى ايصال الفائدة الى الطرفين عن طريق تمتين علاقتهما او على الاقل احالة الفائدة الى الطرف الاخر عن طريق رفع معنوياته او زيادة ثقته بالنفس كما قلنا سابقا، اما في النفاق فيهدف الشخص المنافق والقائل من الفائدة الى نفسه عن طريق التقرب الى ذلك الشخص من اجل غاية معينة، يبطنها في ظاهرها، ويبقيها للحظتها لاظهارها الى العلن.
كيف تستقبل المجاملة :
حتى عندما نستقبل المجاملة فهناك فن لهذا الامر، ولا يكون مجرد اجراء روتيني دون معنى او ردة فعل حقيقية فالافضل ان يكون ضمن اطار دبلوماسي مغلف باللباقة والاتيكيت، مسجلا نقطة اضافية لصالحك، ولهذا على من يتلقى المجاملة ان يقوم بالاتي :
1 افعال ايجابية :
وهي القياام بأحد الافعال التي من شأنها اظهار القبول للمجاملة والامتنان لها وذلك عن طريق:
القيام بالشكر : اي ان يتقدم هذا الشخص بالشكر الجويل الى الشخص الذي يقدم المجاملة له، عن طريق القول ( شكر جزيلا، هذا من لطفك ، كلك ذوق ) .
الايماءات الجسدية : وذلك عن طريق الحركات الجسدية او ما يطلق عليها لغة الجسد لاظهار الامتنان على التصرف التي، فيمكن القيام بالابتسامة ناحية من يجاملك او الشد على اليد بحميمة تشعره بالامتنان لقيامه بمجاملتك.
2 افعال سلبية :
وهي الامور التي يجب عدم القيام بها وتجنبها ناحية الشخص المجامل ومن الامور التي يجب تجنبها الاتي:
اذا بادرك الشخص المجامل بالقول ان ساعتك جميلة، فتجنب القول انها قديمة نوعا ما، ا وان موديلها قد انتهى من عشرات السنين، فهذا اما يعني انك غير معجب بالمجاملة، او ان هذا الشخص الذي يقولها لا يفقه شيئا في الساعات او كأنك تقول له انت كاذب .
لا تشعره ايضا بإن مجاملته هي اقل مما يجب ان يقول، وانك تستحق اكثر من ذلكن فمثلا اذا قال ان ان هذه البذلة تليق بك فيجب عدم القول بل انها اكثر من رائعة، لا تدعه يظن ان مجاملته اقل مما تستحق، بل حاول ان تجعله يشعر ان رسالته قد وصلت وانها مقبولة من قبلك.
كيف تجامل :
فن المجاملة فن يليق بالانسان العملي والمحب والصريح، والذي يرغب بإن يكون اجتماعيا اكثر واكثر، ومن الاساليب الناجحة في المجاملات:
جامل بما يوجد في الشخص الذي ترغب بمجاملته :
فعندما ترغب بمجاملة شخص ما، ابحث عن تلك الصفات الموجودة فيه فعليا واعمل على ابرازها ضمن عبارات وكلمات منمقة وجميلة ومقبولة، حتى يستطيع هذا الشخص المستقبل لمجاملتك ان يفهم ان ما تقوم به صادق ونابع من ودك له، اما اذا قام الانسان بنعت انسان اخر بصفات غير موجودة فيه فهي بالنتيجة قد تتسبب بنتائج عكسية، وفعليا هي اقرب الى النفاق منها الى المجاملة، فحاول البحث ضمن المظهر او الافعال التي قام يها الشخص الذي ارغب بمجاملته قبل مجاملته.
ابتعد عن المقارنات في المجاملة :
يفضل عند المجاملة عدم اجراء مقارنة بين شخص واخر، فهو امر سينال من فحوى المجاملة اصلا، ويفضل ان لا تطرح هذا الشيء اصلا بل ان تبقي المجاملة ضمن حدود الشخص الذي ترغب بمجاملته.
لا تقلد من سبقك فيها وحاول الابتكار :
كلنا نسمع مئات المرات نفس العبارات في المجاملة ، بيحيث تصبح في الكثير من الاحيان اقرب الى الروتين او العادة منها الى المجاملة وبالتالي يفضل البحث عن اساليب جديدة او عبارات جديدة للتعبير عن مجاملتك له.
ابتعد عن المبالغات :
لا شيء يفضح الامر من صدقه او عدمه مثل المبالغة في الشيء فيفضل ان تقوم بنعته بما يحمل من صفات، وان تجامله بحدود المظهر او الفعل ولكن بإنتقاء جيد للكلمات، و لا يفضل المبالغة في المجاملة بحيث تخرج عن حدود الواقع.
أضف تعليق