نتابع معكم بشغف كبير تطورات موضوع فيروس الايبولا القاتل المرعب الذي يقضي علي حياة المئات من البشر في مناطق وسط افريقيا. ففي الايام الاخيرة ظهرت تطورات جديدة قد تنبئ بأمل كبير في ايجاد علاج مناسب يقاوم هذا الفيروس ويدعم جهاز المناعة الخاص بجسم الانسان في صد عدوان هذا الفيروس القاتل. فقد اعلنت احدي الجهات البحثية الامريكية عن الاقتراب من التوصل الي عقار يقضي علي هذا الفيروس داخل الجسم ويبطل مفعوله الضار بالاوعية الدموية ويمنع حدوث النزيف الحاد. ومن المنتظر طبقا لما ورد من اخبار ان يطرح هذا العقار الجديد ليكون تحت الاختبار في منتصف شهر يناير المقبل باذن الله. واذا نجح هذا العقار في الفترة التجريبية الاولي نستطيع ان نتوقع ان يكون مطروحا بأسواق الدواء في العالم كله خلال الصيف القادم في العام 2015م. وفي اكتشاف هذا العقار امل حقيقي للالاف من سكان المناطق الموبوءة بالمرض, بل هو امل كبير للانسانية كلها لتتخلص من مرض صعب وخطير ولا يمكن التحكم فيه وفي انتشاره بسهولة.
حالات جديدة
ومع توارد الاخبار عن ظهور عقار جديد قد يكون هو الحل التام لمشكلة الاصابة بفيروس الايبولا الخطير , ظهرت ايضا تأكيدات علي ظهور حالات جديدة مصابة بفيروس الايبولا خارج النطاق الجغرافي الافريقي الذي نعرفه, فقد ظهرت حالة جديدة بولاية نيويورك لتكون الحالة الثانية بعد الحالة التي ظهرت في تكساس الشهر الماضي, كما ظهرت اربعة حالات مصابة بالفيروس في ليبيا وهذا يدعو للقلق والخوف من خروج فيروس الايبولا عن السيطرة في بلد تحوطه الفوضي وتأكل منها كل لحظة ولا يوجد فيها حكومة مستقرة ولا مؤسسات صحية قادرة علي السيطرة والمكافحة.
انسحاب المغرب من تنظيم البطولة
ومن الاخبار التي تؤكد اجواء القلق والخوف التي انتشرت في عموم القارة الافريقية فقد اعلنت المغرب عن انسحابها من تنظيم بطولة الامم الافريقية لكرة القدم في العام المقبل 2015 بعد قلق حكومتها من المشجعين القادمين من البلاد الافريقية التي ظهر فيها المرض وخوفها من انتقال هذه العدوي الكارثية للمغرب. ففي هذه البطولة قد تخرج الامور عن نطاق السيطرة بسبب الاعداد الكبيرة التي تأتي من الدول الافريقية المشاركة بالبطولة سواء فرق او مشجعين او اعلاميين وصحفيين. ولا نعرف سبب الاصرار الذي يحوط بالاتحاد الافريقي لكرة القدم لتنظيم هذه البطولة في هذا الوقت الحرج الذي يتطلب الحرص والضبط ولا يوجد فيه اي مجال للمغامرة علي حساب ارواح الناس. وقد تقدمت الحكومة المصرية بطلب تنظيم البطولة بدلا من المغرب التي تراجعت قبل اسابيع, ويبدو ان الحكومة المصرية راغبة في تنظيم هذا الحدث لتؤكد انضمامها للعرس الافريقي والحشد الافريقي السياسي مرة اخري.
نظرية المؤامرة
ويبدو ان نظرية المؤامرة تستمر في الانتشار بقوة حتي فيما يخص هذا المرض الذي يتسبب فيه هذا الفيروس الخطير. فقد انتشرت شائعات وظنون كبيرة في القارة الافريقية وخاصة في البلاد التي تعرض سكانها للمرض تقول بأن الولايات المتحدة والغرب تأمر عليهم واختلق هذا الفيروس ليقتلهم , وحتي عندما بذلوا جهودا لمكافحته قوبل ذلك بالشك والريبة فيعتقد الناس في افريقيا السمراء ان الغرب كما يعرف الفيروس جيدا واخترعه في معامله بتقنيات الهندسة الوراثية حسب ظنهم, فهو يعرف ايضا ما هو العلاج الذي ينجح في القضاء عليه لكن كل ما هناك ان الغرب قرر ان يؤذي ويقتل مواطني هذه البلاد ثم يعرض عليهم علاجه الجديد ويبيعه بمليارات الدولارات.